تحدث مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد المجيد تبون، إبراهيم مراد، في لقاء خاص مع "الخبر"، عن عدة مسائل جدلية صاحبت الحملة الانتخابية، في مقدمتها تعيينه في منصب انتخابي رغم صفته وزيرا للداخلية، والحديث المتداول القائل بأن الانتخابات محسومة مسبقا.
واستعرض المتحدث مكامن قوة تبون لكسب عهدة ثانية، مجيبا على سؤال حول مدى قابلية تجسيد تصورات وبرنامج مرشحه.
لماذا وقع الاختبار على شخصكم للإشراف على الحملة الانتخابية للمترشح عبد المجيد تبون؟
لا يمكن الإجابة عن السؤال كونه مرتبط بخيار السيد عبد المجيد تبون، الذي كان بإمكانه تكليف العديد من مساعديه الأكفاء، لكن بالنسبة لي هو شرف عظيم أن يكلفني الرئيس المترشح كي أكون ضمن الفريق الذي أوكلت له هذه المهمة الشاقة والصعبة.
كما يحفزني هذا التعيين للعمل بتفان، لأكون في مستوى الثقة التي وضعت في شخصي. وهنا أشير إلى أن الحملة الانتخابية الحقيقية، ليس ما أقوم به أنا أو غيري، وإنما هي تلك الإنجازات العظيمة التي قام بها المترشح، ولا يمكن لأحد إنكارها، من بينها جعل صوت الجزائر مسموعا في المحافل الدولية والإقليمية وجعلها (الجزائر) تتعامل ندا للند مع القوى الدولية، وكذلك قربه وحبه للمواطن من خلال الإجراءات التي أقرها والملفات التي فتحها وتابعها.
لكن في نفس الوقت، أثار اختياركم كمدير للحملة انتقادات وتساؤلات، انطلاقا من صفتكم كوزير للداخلية، بما يحمله المنصب من رمزية مرتبطة بالعملية الانتخابية، ما تعليقكم؟
أنا اليوم لست وزيرا وإنما مُحال على عطلة خاصة، تسمح لي بأن أعمل من دون عقدة أو إشكالات قانونية أو سياسية، وحاليا أمارس نشاطاتي وأجري تنقلاتي عبر القنوات العادية لحساب المترشح عبد المجيد تبون، مُجردا ومتجردا من كل الصلاحيات الرسمية المرتبطة بالمنصب، وأيضا تحت رقابة ومراقبة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وكذا منافسينا. وفي هذه النقطة، لا مرشحنا يسمح لنفسه ولا أنا أسمح لنفسي باستغلال المنصب الرسمي في الانتخابات، خاصة أن من ندعمه عمل ويعمل على محاربة هذه الظواهر والممارسات. وبرأيي أن هذا الحديث منسوب لبعض المغرضين وليس للأحزاب المنافسة، كون هذا التعيين يكتسي طابعا عاديا وقد يجري في كل البلدان خلال الحملات الانتخابية، بحيث يتم تكليف شخصيات مقربة من المترشحين لإدارة الحملة الانتخابية.
ألا يمكن تسجيل أو حدوث تداخل بين ما هو انتخابي وما هو رسمي، بما يؤثر على العملية؟
أبدا، بل مرشحنا مثله مثل أي مترشح، اللذان نحترمهما كثيرا، وقد أوصانا مرشحنا بالقيام بحملة انتخابية نظيفة ونموذجية لإبراز أن الجزائر في طريقها لأخلقة الحياة السياسية وتشهد استحقاقات في الأطر الانتخابية والتنافسية النظيفة والقانونية تحت رقابة والسلطة الوطنية الانتخابية.
هناك صوت انبعث في خضم الانتخابات، يقول إن "الانتخابات محسومة مسبقا لمرشحكم".. ما ردكم؟
هناك بعض الأشخاص تحدثوا عن أن العملية محسومة، على أساس أن مدير حملته وزير الداخلية وغيرها من المبررات، غير أنني أؤكد أن هذا الطرح غير صحيح إطلاقا، فنحن نعمل بجهد في إطار واضح ومعروف، ونبذل جهودا كبيرة لإقناع الناخبين للتصويت على برنامجنا، ولا نريد من المواطنين الاكتفاء بالقول إننا مع "عمي تبون" أو أن الانتخابات محسومة والذهاب إلى البيت، وإنما يتعين التصويت بقوة لاختيار المرشح المرغوب.
تحدثتم خلال تنشيطكم لأحد التجمعات الشعبية عن مشاريع عديدة، من بينها إمكانية استحداث مائة ولاية، هل هذا التصور قابل للتجسيد من الناحية المالية والاجتماعية؟
هذا التصور صار حتمية ولم يعد خيارا، لأن النمو الديموغرافي يشهد منحى تصاعديا سريعا ومهما كما تعرفون، وخلال آخر تقسيم إقليمي سنة 1984 كان هناك 23 مليون نسمة، بينما اليوم نحن 46 مليون نسمة أو أكثر، مع وتيرة نمو ديموغرافي سنوية بمليون و300 ألف نسمة، إذن لابد من مواكبة هذا النمو الديموغرافي، خصوصا وأن هناك تباين بين بعض الولايات، بحيث هناك ولايات مكتظة فيما أخرى شاسعة وبعدد قليل من السكان، وعليه يتعين إعادة التنظيم، حتى نقرّب مركز القرار من المواطن وإعطاء الولايات الإمكانيات اللازمة لتسريع وتيرة التنمية والتمكين من متابعة السياسات العمومية التي ينتهجها مرشحنا، على غرار استحداث المناطق الصناعية وخلق البيئة الملائمة للاستثمار وتقوية الإنتاج الوطني والاستغلال الأمثل لمواردنا وغيرها من التصورات.
ظهر مؤخرا حليفكم في دعم المترشح تبون، رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن ڤرينة، بأسلوب مميز أثار الكثير من الردود، ما رأيكم في هذه الطريقة؟
بالنسبة لنا، هذا يندرج في إطار اتساع رقعة ودائرة مساندي تبون بمختلف أساليبهم وأن الكثير يساند ويدعم عبد المجيد تبون كمترشح وليس كرئيس، الذي حاول بأقصى ما يمكن أن يتجرد من هذه الصفة، بالرغم من أن مسؤوليته الدستورية تفرض عليه أن يبقى رئيسا في عدة مهام، في حين يقوم بحملته بصفة تبين بأنه لا يستعمل منصبه.
أما بالنسبة لأساليب إدارة وتنشيط الحملة، لكل أسلوبه وشخصيته، لكن عموما يبقى عدد من خرج عن السياق قليلا.