+ -

عاشت القاعة البيضوية بالجزائر العاصمة أجواء حماسية، مساء اليوم، خلال التجمع الشعبي الذي نشطه المترشح الحر عبد المجيد تبون، بحضور أنصاره ومسانديه الذين توافدوا من ولايات الوسط بكثافة لافتة.

 وما إن استقرت عقارب الساعة على الرابعة مساء، حتى امتلأت القاعة عن آخرها بالمواطنين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية والمستويات، من بينهم عائلات وأطفال وعجائز وشيوخ وكذا شخصيات بالبدلات الرسمية وربطات العنق جاؤوا لدعم مرشحهم.

وأحيطت القاعة من مختلف مداخلها بإجراءات أمنية وتنظيمية مشددة.

 واستقبل الجمهور المترشح بالزغاريد والهتافات والشعارات المؤيدة والداعمة التي كانت تنبعث من القاعة بقوة، وتفاعل معها تبون بالتلويح وبحركات الترحاب.

وبمعية مدير حملته الانتخابية، إبراهيم مراد، جلس تبون أمام جمهوره ومسانديه، لاستكمال بروتوكول الحدث، ثم توجه إلى المنبر لإلقاء كلمته، قائلا أنه "أعتز بالوقوف أمامكم وأتمنى أن يكون عند حسن ظن الشعب".

وبالمناسبة، حيا تبون الجالية التي بدأت بالتصويت أمس، وقال إننا "لن نرجع إلى الوضع الذي كنا فيه قبل 2019"، مضيفا "الحمد لله الذي نجانا وأغرق فرعون".

وقال تبون "تقدمنا بخطوات كبيرة حتى لم نقم بكل شيء، لكن الأهم هو أن البلاد نجت من المؤامرة التي كانت تحاك ضدها للقضاء عليها، لأنها شكلت عقدة لهم بماضيها وتاريخها وخيراتها".

 وتابع "لم تكن لهم حلول سوى تفجيرها من الداخل"، مبديا أسفه من أن "ثمة عصابة انخرطت معهم في اللعبة، وأصبحنا نسمع مسؤول يقول جوع كلبك بش يتبعك".

وأضاف "لا نقول عفا الله عما سلف .. أي لن نسمح لهم أبدا". وذكر المترشح بالمناسبة، أنه يبدي اهتماما خاصا بالشباب "كونه الثروة الحقيقية للبلد، دون أن أنسى المهمشين والطبقة الهشة"، معددا الاجراءات التي أقرها فيما يتعلق بالأجور، وواعدا بالاستمرار في ذلك".

وذكّر تبون بـ "خلق 200 ألف منصب شغل وارتفاع الدخل القومي والتمركز في المرتبة الثالثة اقتصاديا في إفريقيا"، مقدما التزام بـ"بلوغ المرتبة الثانية أو الأولى لما لا، بمساعدة الجميع، اي بدخل قومي بـ 400 مليار دولار".

 وكانت تنبعث من القاعة مطالب بالاهتمام بالسكن والفلاحين والقدرة الشرائية وغيرها من المطالب المصحوبة بالهتافات والشعارات الداعمة.

بينما كان المترشح يتجاوب ويتفاعل معها بتقديم وعود والتزامات.

 وفي هذا الصدد، قال تبون إن "الجزائر حققت نسبة نمو بـ 4.1 بالمائة وهي الأحسن في افريقيا".

 وتعهد تبون في حالة نيله الثقة "بالوصول الى 450 ألف منصب شغل"، داعيا إلى "تسجيل الرقم لمحاسبته به"، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى رفع المشاريع من 8 آلاف حاليا إلى عشرين ألف في حالة استمراره في المنصب.

 وللوصول إلى هذه الأرقام في نظر المترشح، يتعين "العمل أكثر ودعم الفلاحين بالمساعدات اللازمة"، مشيرا إلى أنه "ابتداء من السنة المقبلة لن نستورد قنطارا واحد من القمح الصلب والشعير، الذين سيصبح استيرادهم ممنوعا"، وفقه. ووعد السياسي بـ "رفع الأجور والعلاوات لتعزيز القدرة الشرائية من خلال تقوية الدينار، مع مراجعة منحة الطلبة وكل ما يجري في الجامعة".

 وفي معرض التزاماته قال تبون بأنه "سيبني في العهدة القادمة 2 مليون سكن، حتى يصبح الشاب يستفيد من السكن وهو في عمر 28 سنة".

كما وعد بأنه "سيطوي ملف قانون الخاص بالمعلمين والقطاع الشبه الطبي".

 وضمن مجموعة المدارس التي بنيت، قال المتحدث بأن "هذه الهيئات لا توجد سوى في الجزائر وسيضاف إليها المدرسة العليا للسبريانية".

وتطرق المترشح إلى ندرة المياه وقال إنه "سيدرس الوضع حالة بحالة، ومن بينها العاصمة التي سيتم تدشين خمس محطات  فيها في حالة ما إذا سمح له الشعب بالمواصلة"، مؤكدا أنه "سأعمل أيضا إلى ربط السدود مع بعضها البعض". وبالنسبة للملفات الكبرى، أفاد المترشح "سنشرع في بداية التقسيم الإداري الجديد، هناك ولايات بحجم بلد أوروبي وليس لها ميزانية"، وأن "العملية ستتم بصفة مدروسة وليست ديماغوجية"، مع مراجعة قانون البلدية وقوانين أخرى بطريقة جادة، بالاستشارة مع الأحزاب والمجتمع المدني، يضيف المتحدث.

 وفي سياق آخر، قال تبون إنه بالوصول إلى 50 مليون نسمة في المستقبل القريب، يتعين اعتماد نظام جديد للتسيير والتنظيم بسلاسة ودون أزمات وليس استمرار العمل بالنظام التقليدي، موضحا بأنه من الضروري التفكير في هذه المسألة من الآن.

 وعلى صعيد دولي، قال المترشح بأن "الجزائر لن تتخلى عن فلسطين وعن غزة والضفة الغربية التي تشهد نفس المجازر كغزة"، داعيا إلى محاكمة المجرمين الذي أقاموا هذه المذابح.

 وفي نفس النطاق، قال المترشح بأن الصحراويين أيضا "يتعين عليهم تقرير مصيرهم و لا أحد يمكنه إن يفعل ذلك في مكانهم".

وفي الشق الدبلوماسي، أشار تبون إلى أن البلاد "صارت تشارك في القرار الدولي، وآن الأوان لمنح مقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي".

كما تطرق للجامعة العربية بالقول "يجب إعادة النظر في هيكلتها التي تقادمت وصارت غير مواكبة للزمن". وبخصوص الدفاع الوطني، قال تبون بأن "الجيش تقدم وتم عصرنته وتجاوز حتى دول جيوش أوروبية، مشيرا إلى ضرورة العمل على تقويته أكثر، "لأننا مستهدفين ويتعين على الجميع ادراك ذلك".

وأضاف "إن الجيش دخل في التصنيع من دون الدخول في التفاصيل".