"أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل أبدا".. المثل الشهير ينطبق بشكل مباشر على وضع أمير سعيود، النجم الجزائري الذي وصلته أخيرا أول دعوة من المنتخب الأول وهو في خريف مسيرته الكروية.
تاريخيا لم يحدث وأن تم استدعاء لاعب إلى المنتخب الأول في هذا السن المتقدم (سعيود يطفىء شمعته الـ 34 في 30 سبتمبر المقبل) إلا في حالات نادرة فرضتها ظروف معينة كما هو الحال مع عدد من لاعبي منتخب جبهة التحرير الوطني مثل مصطفى زيتوني وحسين بوشاش اللذين كانا مع الجيل الأول للمنتخب الوطني لكرة القدم في جزائر الاستقلال وهم في سن 35.
وتاريخيا أيضا لم يسبق وأن وفق أي لاعب وصل إلى المنتخب الأول لكرة القدم بعد أن تجاوز عقده الثالث في ترك بصمته وتقديم الإضافة والأمثلة كثيرة أبرزها ما حدث مع النجم الأسبق لبوردو وباريس سان جرمان، علي بن عربية الذي وافق سنة 2000 بعد جدل ومفاوضات عسيرة مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم على حمل الألوان الوطنية وهو في سن 31 في تجربة لم تعمر أكثر من عام واحد، بالمقابل نسجل أن أكبر نجوم "الخضر" في التاريخ كانوا اعتزلوا قبل الوصول لهذا السن (ماجر 33 سنة وبلومي 31 سنة).
ومهما يكن وحتى وإن تأخرت دعوة سعيود إلى المنتخب الأول وظلم أكثر من مرة في عهد الناخب السابق جمال بلماضي لتصله الآن وهو في "خريف" مسيرته الكروية، إلا أن الثابت والأكيد أن تصله أيضا في "ربيع" أدائه الفني وقمة عطائه الكروي مستوى ثابت ورائع ما فتيء ابن الفجوج يقدمه في واحدة من أقوى البطولات العالمية وقبلها بألوان شباب بلوزداد على أمل أن يترك بصمته في المنتخب الأول كما فعل قبل ذلك مع المنتخب "الثاني" في بطولة كأس العرب بقطر في المباراة النهائية أمام تونس عندما سجل هدفا سيبقى في الذاكرة.