لماذا يجب التضامن مع مهدي خزار؟

38serv

+ -

لم يتردد المخزن المغربي في تحريك ذبابه الالكتروني ليتهجم على الجزائري مهدي خزار (صحفي مقيم في فرنسا)، رغم أن ما قاله في حصة لقناة "ألجيري 24" الإخبارية، يقال بانتظام في القنوات الفرنسية، هذه الأخيرة أيضا أثبتت أنها لا تتردد في كل مرة تطبيق ازدواجية المعايير العزيزة عليها.

كل القنوات الفرنسية تقريبا استضافت منذ حوالي سنة، جيرار فور صاحب كتاب l’éducation d’un voyou ، في هذا الأخير يروي المؤلف أبشع ما يوجد في المجتمع المغربي من سياحة جنسية بما في ذلك المتاجرة بالأطفال جنسيا.

وكان المعني ينقل أدق التفاصيل ويذكر أسماء بما في ذلك في الأسرة المالكة المغربية، كشقيق الملك الحسن الثاني، الأمير عبد الله الذي تحدث عن ميولاته الجنسية الشاذة وطرده من قبل شقيقه الملك بعد أن اعتدى جنسيا على 6 أطفال وقام بقتلهم بعدها، حسبه، إلى بلجيكا أين مات بالسيدا.

كما ذكر بالأسماء المشاهير عبر العالم وخاصة في فرنسا من بينهم وزراء مثل وزير الثقافة الأسبق، جاك لونغ، الذين كانوا يذهبون إلى المغرب لاشباع نزواتهم الحيوانية مع الأطفال.

وذهب إلى حد التأكيد أن الشذوذ الجنسي في منطقتي طنجة ومراكشي لا علاقة لها بالسياح بل فطرة لدى السكان، وهذا إلى جزء بسيط مما قاله في وسائل الإعلام الفرنسية المسموعة، المرئية، المكتوبة، حينها

في تلك الفترة لم نسمع مغربيا واحدا انتفض ضد هذا التجريح، من جهتها القنوات الفرنسية أفرشت البساط الأحمر لصاحب الكتاب وكان منشطي الحصص يتلذذون بقصصه المقززة حول ما يجري في المغرب.

منذ أيام استضافت القناة الاخبارية العمومية "ألجيري 24 " الصحفي الجزائري المقيم بفرنسا، مهدي خزار، هذا الأخير تحدث عن نفس الموضوع بكلمات أكثر لباقة من صاحب الكتاب الفرنسي.

لكن كونه جزائري، تحركت الآلة المخزنية ضد مهدي خزار الذي يواجه حملة تشويه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت حد نشر رقم هاتفه وتنقل مغربيون يقيمون في فرنسا إلى مقر سكناه، وهم من لم نسمع لهم أنينا لما قال جيرار فور في إحدى الحصص أن "المملكة المغربية هي تايلايندا إفريقيا" ومعروف على تايلايندا أنها تعيش أساسا من السياحة الجنسية.

أكثر من هذا حصة les grandes gueules  أين يشتغل أيضا مهدي خزار كمعلق على الأحداث، قررت فك الارتباط معه بعد تصريحاته.

والغريب أن هذه الحصة من بين الحصص التلفزيونية الفرنسية التي استضافت جيرار فور ورد فيها بالتفصيل الممل على أسئلة الصحفي الفرنسي الذي كان يطلب المزيد حول ما يجري من متاجرة بالأطفال، والمفارقة هو نفس الصحفي الذي أعلن فصل مهدي خزار على المباشر.

الجزائري ضحية ازدواجية المعايير لدى وسائل الإعلام الفرنسية والطبقة السياسية التي انهالت أقطابها خاصة اليمينية على مهدي خزار، وهو أيضا ضحية جنسيته، فنتفهم أن يغضب كلامه المغاربة، لكن ما لا يمكن فهمه هو سكوتهم لما تصدر من فرنسي.

ولهذه الأسباب التضامن مع مهدي خزار أكثر من ضرورة.