38serv
بمعدل نشاطين في اليوم على الأقل، جاب عبد العالي حساني شريف 17 ولاية عبر الوطن، خلال عشرة أيام من الحملة الانتخابية، زاوج فيها بين الاتصال المباشر مع المواطنين والتجمعات الشعبية لأجل حشد التأييد لبرنامجه ولحزبه في هذا الاستحقاق الانتخابي.
ورغم توفره على أوراق عديدة يمكن توظيفها في انتقاد أداء السلطة وممثليها وبرامجها، اختار حساني التركيز على تسويق برنامجه الانتخابي "فرصة"، عاكسا شخصيته الهادئة والمتحفظة، مفضلا قيادة حملة نظيفة واستقطاب الناخبين بعيدا عن الإثارة والاستفزاز والجدال، فيما يفترض أن تكون مهاجمة الخصوم ميزة التنافس الانتخابي وورقة لاستقطاب المواطنين المحبطين من السياسات العمومية.
ولخصت كلمته في البليدة جانبا من شخصيته، حيث صرح أنه لا يملك "لا خصوما ولا أعداء"، وإنما يتنافس على السلطة "انطلاقا من ولائه للوطن وسعيه لخدمته"، مضيفا أن "الوطن والدولة للجميع، أما السلطة فنتنافس عليها بالاجتهاد والعمل".
وتماهى حساني، خلال تناوله قضايا السياسة الخارجية، مع المواقف التقليدية للدولة الجزائرية، سواء القضية الفلسطينية أو الصحراء الغربية، وقضايا الهجرة السرية والتحديات والتهديدات التي تواجه البلاد، ولم يفوت هنا الفرصة للرد على سلفه رئيس حركة حمس، عبد الرزاق مقري، حيث اعتبر أن المواقف بخصوص القضية الفلسطينية هي التي تصدر عنه أو ممثليه في إدارة الحملة الانتخابية.
وإذا كان قد رفض الانخراط في حملة تسويد حصيلة الرئيس تبون، فإنه لم يفوت الفرصة التي أتاحها له عبد القادر بن ڤرينة، رئيس حركة البناء الوطني، المشارك في حملة إعادة انتخاب الرئيس، لتوجيه النقد إليه كلما أتيحت له الفرصة في التجمعات الشعبية والظهور الإعلامي. ويتهم بن ڤرينة من قبل مرشح حمس بالتشويش على الانتخابات، خصوصا لما تحدث الوزير الأسبق للسياحة عن سباق رئاسي محسومة نتائجه مسبقا.
وعرفت الحملة تزايد الاحتجاجات من المرشح ومساعديه من التغطية الإعلامية، حيث تخصص مساحات كبيرة لداعمي الرئيس تبون. وعبر حساني في النعامة عن امتعاضه الشديد من التحيز الإعلامي الممارس ضده من قبل قنوات خاصة في انتهاك لقانون الانتخابات، لافتا إلى أن هذا التحيز ليس في الحجم الساعي فقط المخصص له، بل بالمقاطع المختارة من قبل هذه القنوات التي تكتفي، حسبه، ببث المقاطع التي يروج فيها لأهمية الموعد الانتخابي.
وكانت مديرية حملته قد راسلت السلطة المستقلة حول هذا الموضوع، والتي أحالت الملف على سلطة السمعي البصري التي تملك صلاحية التدخل في هذا الشأن.
وحث حساني في تجمعاته على الألفة بين الجزائريين والالتفاف حول مؤسسات الدولة في هذه المرحلة الحساسة على المستوى الدولي والإقليمي. وأشار حساني في النعامة مثلا إلى أن الجزائر نفسها في قلب صراع دولي وإقليمي يهدف إلى زعزعة استقرارها وضرب استقرار المنطقة ككل. وانتقد بشدة ممارسات المخزن في الصحراء الغربية وتعاونه مع الكيان الصهيوني الذي يشكل تهديدا مباشرا للأمن الوطني. وعرض المرشح أولوياته التي تتضمن النهوض بالتنمية في المناطق الحدودية والاستعانة بالكفاءات الجزائرية في الخارج، مشيدا بالدور الكبير الذي يلعبه الجيش الوطني الشعبي في حماية الحدود، ولكنه بحاجة إلى دعم شعبي قوي لضمان استقرار البلاد.
ودأبت الحركة، منذ انطلاق الحملة، على انتقاد التغطية الإعلامية من قنوات خاصة، متهما سلطتي الانتخابات والسمعي البصري بالعجز عن وضع حد للتحيز الممارس ضد حساني. وسجل صادوق، نائب رئيس الحركة، في تدوينة له، "تجاوز بعض القنوات الفضائية الخاصة كل الخطوط الحمراء"، متهما إياها بـ"الدوس على أخلاقيات المهنة وقانون الانتخابات الذي يفرض الوقوف بمسافة متساوية من المرشحين، وضمان التغطية العادلة بينهم".
واتهم السلطة المستقلة للانتخابات وسلطة ضبط السمعي البصري بالعجز عن ضبط وردع ما وصفه بالانفلات، ما يعبر، حسبه، عن "فشل ذريع في المهمة"، محذرا من تبعات هذه الممارسات التي لا تنطلي، حسبه، على الشعب الجزائري فهو "واع ومدرك".