أكد البروفيسور بوبكر جيملي، أستاذ علم اجتماع، أن الترويج للأفكار والمشاريع الانتخابية قصد كسب التأييد والمساندة يتطلب إيصال الرسائل للجمهور على أوسع نطاق، بل فردا فردا. وهو ما حققته وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا في ذات السياق إلى أنه يجب أن ينطلق العمل السياسي من حدث واقعي يتمثل في تجمع أو حراك انتخابي ولا يمكن إلغاؤه.
وقال البروفيسور جيملي في حديثه مع "الخبر"، أنه ليس هناك اختلاف عالمي ووطني حول فعالية وسائل التواصل الاجتماعي في أي حملة انتخابية كانت، خاصة الرئاسية.
ولا يمكن أن يواصل تصور عمل سياسي في وقتنا الحاضر من دون توظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف منصات الشبكة الإلكترونية، لأن الترويج للأفكار والمشاريع والبرامج، وكسب التأييد والمساندة يتطلب إيصال الرسائل للجمهور على أوسع نطاق، بل فردا فردا. وهذا ما تتيحه وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، ومع الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع من سبتمبر القادمة.
وواصل في ذات السياق أن العمل الدعائي الحضوري والافتراضي في الحملة الانتخابية متكاملان جدا، ولا يلغي أحدهما الآخر ويبقى كل واحد منهما قائما بذاته، مسترسلا في قوله أن النشر الإلكتروني وحده لا يقوم بنقل الواقع كاملا نحو المواقع. غير أنه يختلف من حيث زيادة حجم الجمهور المستقبل، لأن ما يتم داخل القاعات مهما كان حجم جمهورها يبقى محدودا، ولكن وسائل التواصل جمهورها غير محدود، ويكبر مثل كرة الثلج، ومع ذلك يتعين أن ينطلق من حدث واقعي يتمثل في تجمع أو حراك انتخابي.
وقال المختص في علم الاجتماع أن الفضاء الرقمي في وقتنا الحالي يعطي زخما كبيرا للحملة الانتخابية ويمكنه أن يحولها من حملة باردة إلى حملة ساخنة، وهو ما يثبته الواقع والتفاعل مع مسار ذات الحملة في أسبوعها الأول.
ويقول أنه يشارك فيها فاعلون متنوعون وتثار فيها قضايا متعددة، وتسمح بإشعال النقاش والحوار سواء حول الأشخاص أو الأفكار، وهو الأمر الذي لا نجده غالبا في التجمعات الشعبية أو اللقاءات الجوارية التي تكون محدودة.
وذكر بمجموعة من العوامل التي تتدخل في عملية الإقناع، حيث قال أن من بين عامل الشكل والمضمون، حيث أنه في بعض الحالات تأثير المضمون لا يحتاج إلى الشكل إذا كانت الفكرة والخطاب قويا في حد ذاته.
كما أوضح أنه، وفي بعض الأحيان، يستقطب الجانب الشكلي الجمهور أكثر من نوعية المضمون، وهنا تتميز وسائل التواصل الاجتماعي بقدرتها على التوظيف المزدوج للمضمون والشكل، والقدرة على التأثير في السلوك الانتخابي للمواطن.
وذكر الأستاذ جيملي في الأخير أن الحملة الانتخابية الحضورية تصنع الحدث في إطار محدود، والانتقال بالحدث الانتخابي نحو الفضاء الإلكتروني تضعه في مجال غير محدود، حيث يكون بإمكانه الانتشار والتمدد في كل اتجاه والاستفادة من حمولات ومضامين وأشخاص آخرين لا يمكن حصرهم، ومن هنا يقول "فالمواقع الفضائية تستند على الوقائع الأرضية، وقد يحدث العكس".