نساء يلجأن إلى "البلاكيور" هربا من الذهب

+ -

شهدت سوق المجوهرات في سنوات الأخيرة تحولات ملحوظة في تفضيلات النساء، وخاصة العرائس. كان الذهب لوقت طويل رمزًا للفخامة والمكانة الاجتماعية، لكنه لم يعد الخيار الوحيد المتاح. ومع ارتفاع أسعار الذهب بشكل ملحوظ، بدأت العديد من النساء في البحث عن بدائل أكثر اقتصادية، وقد أصبح "البلاكيور" خيارًا شائعًا.

يقترن فصل الصيف عادة بالأعراس والمناسبات الاجتماعية، وهو ما يضع النسوة في حالة تأهب قصوى واستعداد تام لحضور هذه المناسبات والحفلات بكامل زينتهن.

ولا تكتمل هذه الزينة إلا بمختلف أنواع الحلي، والتي عادة ما تكون من معدن الذهب أو الفضة كما هو مألوف عند جداتنا وأمهاتنا. وقد كان الذهب لوقت طويل رمزًا للفخامة والمكانة الاجتماعية، لكنه لم يعد الخيار الوحيد المتاح مؤخرا بسبب غلاء ثمنه، ولإصرار النسوة على التزين لتبدين بمظهر جميل لجأت معظمهن لاختار الفضة و"البلاكيور"  كبديل.

شهدت أسعار الذهب زيادات متتالية مما جعل شراء قطع ذهبية جديدة أمرًا مكلفًا للغاية. ونتيجة لذلك، بدأت النساء في البحث عن بدائل توفر لهن نفس التأثير البصري للفخامة ولكن بتكلفة أقل.

تقول فيروز، وهي إحدى الفتيات المقبلات على الزواج أنها اختارت قطعا من الذهب كزينة لها، إلا أن بعض القطع الأخرى كالمحزمة والخلخال والمقياس، والتي كانت في وقت ليس بالبعيد حليا أساسيا تتزين به العروس، لم يعد متاحا بسبب الغلاء الفاحش لهذه القطع التي يزيد ثمنها كلما زاد وزنها.

ولهذا قررت أن تشتري هذه الحلي لكن ليست بمعدن الذهب بل بالفضة المغطاة بالذهب، وتقوم بطليها كل مرة بالذهب في حالة فقدانها لبريقها، وهو الحل الأمثل الذي يجعلها تتزين بهذه الحلي حسب الميزانية المتوفرة لديها.

فيما استعانت مروة عروس أخرى بالبلاكيور لاقتناء معظم قطع الحلي للتزيين، رغم أن بعضها سريع التلف ويفقد بريقه بسرعة، إلا أنه يبقى الخيار الوحيد لمروة وغيرها من العرائس للتزين يوم الحنة.

ووفق ما لاحظناه في الأسواق، فإن سعر "بلاكيور" يترواح بين 2000 دج و10 آلاف دج، مع جودة لا تتيح أحيانا التفريق بينه وبين الذهب الخالص إلا للمختصين. وهذه الأسعار توفر مبالغ طائلة بالنسبة للعرائس الذين في حال تزينوا بالذهب، فقد يلزمهم ميزانية تفوق الـ 100 مليون سنتيم، مع سعر الذهب الحالي الذي بات يقارب الـ 2 مليون سنتيم للغرام.

  

البلاكيور يوفر تصاميم عصرية مختلفة تشبه تصاميم حلي الذهب

 

يقول منير، صاحب محل لبيع الحلي والاكسسوارات، أن البلاكيور يوفر تصاميم متنوعة تناسب جميع الأذواق، ما يمنح للنساء وخاصة العرائس الحرية في اختيار تصاميم جديدة وعصرية، دون الحاجة لدفع أسعار باهظة، حيث تقصد محله زبونات كثيرات يبحثن عن تصاميم تشبه الذهب في الصنع، وعادة ما تجد قطع حلي تشبه تماما تلك المصنوعة من الذهب في الجودة والإتقان، ويوجد من الحلي ما تصل فترة ضمان جودته العشر سنوات.

ويضيف منير أن  الفائدة الاقتصادية لاختيار البلاكيور تكون في توفير المال، مما يسمح للعرائس والنساء بإنفاقه على أمور أخرى مثل ترتيبات الزواج أو قضاء عطلات أو استثمار في مجالات أخرى. كما يمكن للنساء شراء قطع متعددة بأسعار معقولة، مما يتيح لهن تنويع مجوهراتهن. كما أن اختيار البلاكيور يعكس الوعي بالمستجدات الاقتصادية وتفضيل المظهر الجمالي على تكلفة المواد.

يُظهر هذا التحول في التفضيلات أن النساء يتبنين نظرة أكثر واقعية للإنفاق والموضة، ويعكس أيضًا تغيرات في القيم الاجتماعية، حيث يتم تقدير الجمال والأناقة دون النظر إلى العلامة التجارية التقليدية.

 

تأثير تغيرات السوق على عرض وطلب المجوهرات

 

مع تزايد الطلب، أصبحت العلامات التجارية والمصممون يركزون أكثر على تصميم قطع من البلاكيور تواكب أحدث صيحات الموضة، ما أدى إلى ابتكارات جديدة في تصميم المجوهرات، ما يعزز تنوع الخيارات المتاحة للمستهلكين.

وعلى الرغم من فوائد البلاكيور، إلا أن هناك تحديات أيضًا. فبعض الناس ما زالوا يرون أن البلاكيور لا يمكن أن يتساوى مع الذهب من حيث القيمة المعنوية والتقاليد، لكن مع التغيرات في الأذواق والاهتمامات، قد يتحول هذا التصور تدريجياً.

ففي ظل الارتفاع المستمر في أسعار الذهب، أصبح البلاكيور بديلاً عمليًا وأنيقًا لمجوهرات الذهب، حيث يوفر البلاكيور مزايا اقتصادية وجمالية تجعل منه خيارًا شائعًا بين العرائس والنساء اللواتي يرغبن في الاستمتاع بمجوهرات جذابة دون تكبد تكاليف باهظة، مع استمرار تطور السوق وتزايد الاهتمام بالتصاميم الحديثة، قد يستمر البلاكيور في كسب مكانته كخيار مفضل في عالم المجوهرات.