"الخبر" ترصد خطابات المترشحين في أول أيام الحملة

+ -

تباينت شعارات ونشاطات المرشحين للرئاسيات المسبقة خلال الأيام الأربعة الأولى من عمر الحملة الانتخابية، لكن برامجهم التقت في نقطة مشتركة تتعلق بوجود وضع يجب أن يتم تغييره نحو الأفضل، كما تميزت أنشطتهم وتحركاتهم الميدانية بالهدوء وبالخطاب البرامجي دون الخوض في الاختلافات أو تبادل الاتهامات.

وفي قراءته لأبرز ما ميز الأيام الأولى من عمر الحملة قال المحلل السياسي العيد زغلامي إنها سجلت حماسا وحركية ملحوظة من المنتظر أن تتصاعد تدريجيا، كما أظهرت حضور كل المرشحين وداعميهم ميدانيا وافتراضيا، خاصة المرشح الحر عبد المجيد تبون، كونه يحظى بدعم عدة أحزاب سياسية كلها تنشط في وقت متزامن، وبالتالي من الطبيعي أن تكون نشاطاته الانتخابية أكبر وأكثر.

وقال زغلامي في تصريح لـ"الخبر" إن شعار الرئيس المنتهية عهدته يركز كثيرا على الاستمرارية والاستقرار وهذا ما يركز عليه الشعب، خاصة بعد استرجاع الأموال المنهوبة ومتابعة العصابة وغيرها من الإنجازات المحققة في إطار تعهداته التي قدمها في عهدته الأولى.

 

حضور الملف الدبلوماسي

 

وأضاف زغلامي أن "الأحزاب التي التفت حول الرئيس تبون كلها ركزت على إنجازاته في مختلف المجالات وخاصة الجانب الدبلوماسي، إلى جانب التركيز على الأخطار والتهديدات التي تواجهها الجزائر، سواء الداخلية أو الإقليمية أو الدولية".

وفيما يتعلق بمرشح "حمس" عبد العالي حساني فقد ركز، حسب زغلامي، كثيرا في تجمعاته وخرجاته الجوارية شرق البلاد على العدالة الاجتماعية في مختلف مجالاتها وضرورة دفع الاقتصاد، لتتحول الجزائر من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة ومنه تحسين الوضع المعيشي للمواطن، إلى جانب عدة مسائل بينها ملف الرقمنة.

  

الإصلاح السياسي

 

أما مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، فقد اختار في برنامجه التركيز على الإصلاح السياسي وإعادة النظر في النظام السياسي والهياكل الدستورية والجماعات المحلية، كما ركز على ضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطن.

ورغم اختلاف برامج المرشحين لفت زغلامي إلى وجود نقاط تقاطع والتقاء بين المرشحين، موضحا أن الخطاب السياسي حتى الآن تميز بنوع من الاحترام واللباقة، قائلا في السياق "لم نر شعارات عدوانية أو شعبوية، بل خطابا ملتزما يتماشى مع تعليمة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، المتعلقة بضرورة احترام المرشحين بعضهم البعض وعدم استعمال خطاب الكراهية".

ومن الجانب الكمي يرى زغلامي أن جميع المرشحين سيكثفون نشاطاتهم تدريجيا كلما اقتربت نهاية الحملة التي تستمر مدة 20 يوما وذلك بنشاطهم الشخصي أو تحركات مؤيديهم التي تصب في إطار تجنيد الناخبين من أجل دعم برامجهم المختلفة.

وفي تقييمه لسير الحملة اعتبر أنها تسير في حالة من التنافس الحضاري بين المرشحين وبرامجهم، لافتا إلى أن الجزائر لديها تجربة متراكمة في الاتصال والخطاب السياسي وقد ظهرت جليا في خطاب كل مرشح للاستحقاق القادم.

 

شعارات مهمة

 

وفي موقف متقارب قال الدكتور بوحنية قوي، أستاذ العلوم السياسية، أكاديمي وباحث في السلوك الانتخابي، إن شعارات "رؤية" و"من أجل الجزائر المنتصرة" و"فرصة" هي شعارات تلتقي في نقطة مهمة جدا، وهي أن هناك وضعا يجب أن يتم تغييره نحو الأفضل وهذا في حد ذاته نقطة مهمة في التسويق الانتخابي لهذه المرحلة.

وأضاف في اتصال مع "الخبر" أن آليات التسويق السياسي الكلاسيكية تنحسر لصالح آليات التسويق السياسي المستحدثة من التواصل الإلكتروني والاتصال الشخصي واللقاءات الجوارية وذلك لاعتبارات كثيرة.

 

بروز التفاعل الافتراضي

 

وتابع الباحث: ".. إن زمن اللقاءات الجماهيرية الكبرى تناقص لطبيعة التشبيك الحاصل ما بين المواطنين والتفاعل الافتراضي المتعاظم، هذا الذي يجعل توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وتوظيف الاتصال الرقمي عنصرا أكثر من مهم في إظهار وإبراز وتبليغ البرامج وصور المترشحين وهذا ما لاحظناه."

كما اعتبر أن الشعارات تتقاطع إلى حد كبير في رؤية واحدة وهي تغير الوضع الواقع الحاصل نحو غد أفضل وأيضا تتقاطع في كون الجزائر أمام رهانات وأمام تحديات يجب متابعتها وفق رؤية إستراتيجية.

 

.. الوحدة الوطنية ومجابهة التحديات

 

ويرى بوحنية أن الأسبوع الثاني من الحملة سيعرف ديناميكيات أفضل وإنزالا إلى الميدان أكثر من الأسبوع الأول، وصولا إلى الأسبوع الأخير أو الأيام الخمسة الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية، وفق المسار الطبيعي للحملة، مع وجود محطات مصيرية في هذه الحملة ترتبط أساسا بالمترشح وتركيزه على بعض الولايات، حيث لا يمكنهم زيارة كل الولايات بل ربما سيقتصر الأمر على عواصم ربما الشرق والغرب والجنوب لتبليغ رسائل مهمة جدا، منها الوحدة الوطنية وتعزيزها، مجابهة التحديات والإنعاش الاقتصادي وأيضا إعطاء أولوية للسلم والأمن وتعزيز الفرص للشباب.