جدري القردة.. حوار مع مدير معهد باستور الجزائر

38serv

+ -

حثّ مدير معهد باستور الجزائر، الدكتور فوزي درّار، على ضرورة تحلي الجزائريين باليقظة واحترام الإجراءات الوقائية، مثل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون ووضع الكمامة في حال تسجيل حالات لفيروس جذري القردة، خاصة وأن العالم في أولى مراحل انتشار الوباء، ما يتطلب يقظة كبيرة، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تسعى حاليا على حث جميع الدول للاستعداد من أجل تقليص فرص انتشار الفيروس الذي سجل منذ يومين أول حالة له بالسويد وكذا بالباكستان.

 

يشهد العالم تفشيا مستمرا لفيروس جذري القردة، هل لكم أن توضحوا لنا منحى هذا الفيروس وكيف كانت سبل انتشاره؟

يجب أن تعلموا أن قبل 2022 كانت تسجّل حالات لفيروس جذري القردة، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عنه كوباء عالمي وحالة استعجالية عالمية، لكن لحسن الحظ تم التحكم فيه حينها، وفي أواخر 2023 رفعت المنظمة العالمية للصحة من جديد الحالة الاستعجالية، محذّرة من ظهوره مرة ثانية، ودعت إلى ضرورة التحلي بالمراقبة المستمرة.

ويجب أن نوضح أن الانتشار السريع لهذا الفيروس في مرحلته الثانية، راجع إلى ظهور سلالتين رئيسيتين له؛ السلالة 1 والسلالة 2، هذه الأخيرة تعد أقل خطورة بكثير من الأولى، لكن ما حدث هو ظهور سلالة المجموعة 1 التي انبثقت عنها مجموعة "م. ب" وهي الأكثر خطورة، والتي كانت سببا في الانتشار السريع للفيروس، حيث سجلت أولى حالاته في الكونغو ليظهر بعدها في مناطق أخرى مثل كينيا والبورندي التي لم تسجل من قبل أي حالات إصابة به، إضافة إلى ظهور أعراض جديدة لم تظهر من قبل.

 

مع تزايد حالات الإصابات من يوم لآخر، هل لنا أن نعرف طرق انتقال فيروس جذري القردة؟

صحيح أن عدد الحالات في تزايد مستمر من يوم لآخر، حيث بينت آخر إحصائيات الصحة العالمية تسجيل قرابة الـ15 ألف حالة إصابة، وأكثر من 500 حالة وفاة في إفريقيا، لكن ما يدعو للقلق هو عدم تحديد طرق انتقاله، حيث إن المسجل حاليا ممثل في حالات انتقال عن طريق الجهاز التنفسي، لكن ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية هو وجود حالات تجهل طرق انتقالها، كما أشير إلى نقطة أخرى أرى أنها الأخطر فيما يتعلق بهذا الفيروس، وتتعلق بسرعة انتشاره بين الأطفال الذين يقل سنهم عن 15 عاما، ينما تشير ذات الدراسات إلى أن الحالات المسجلة لدى الأشخاص الذين يفوق سنهم الـ40 سنة لا تزال نادرة، ليتم تفسير الوضع بأن التلقيح ضد الجذري الذي تم قبل الثمانينات، هو الذي أعطى مناعة لمن تجاوزوا سن الأربعين، في حين تم انتشاره في أوساط الفئات التي لم تخضع لهذا التلقيح.

 

ما العلاقة بين فيروس جذري القردة وداء الجذري الذي ظهر من قبل وتم القضاء عليه؟ وما توقعكم لانتشاره؟

بالطبع، هنا أفتح قوسا لأشير إلى أن هذا الفيروس كان متواجدا بأوروبا في فترة الخمسينات، حيث كان وباء الجذري متفشيا حينها وما ثبت حاليا أن آثار جذري القردة الحالي تشبه تلك التي كانت عند الإنسان في وباء الخمسينات قبل اكتمال التلقيحات، وبقي الفيروس يتطور في إفريقيا ضمن مجموعتين 1 و2، حيث سرى فيروس المجموعة الأولى في إفريقيا الوسطى مثل الكونغو، كما سرى فيروس المجموعة الثانية الذي كان أقل خطورة وشراسة في إفريقيا الغربية.

 أما عن توقع انتشاره، فأشير إلى أنه مع ظهور حالة في السويد منذ يومين وحالة أخرى في الباكستان، ننتظر ظهور حالات أخرى في أوروبا، خاصة وأن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض أكد أنه ينتظر ظهور حالات في الأيام والأسابيع المقبلة في أوروبا.

 

أخيرا بروفيسور درّار وبصفتكم مختصا في علم الفيروسات، ما الذي ترونه ناجعا بالنسبة للجزائريين في مواجهة هذا الفيروس المتواجد على أبواب أوروبا؟

ما أحث عليه في الوقت الراهن ممثل في كيفية الاستعداد لتقليص انتشار الفيروس، خاصة وأننا في أولى مراحل الوباء، والتي تتطلب اليقظة التامة، وطبعا تنطلق أولى مراحل هذه اليقظة من الالتزام باتباع سبل الوقاية الأولية، والممثلة في غسل الأيدي باستمرار ووضع الكمامة في حال تسجيل حالات لفيروس جذري القردة، مع التزام الحيطة والحذر.