الجزائر تقاطع احتفالات فرنسا بـ "إنزال بروفانس"

+ -

لفتت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الخميس، إلى غياب الجزائر عن احتفالات فرنسا بالذكرى الـ 80 لـى"إنزال بروفانس" (15 أوت 1944)، الحدث العسكري التاريخي الذي كان فارقا في تخلص الفرنسيين من الاحتلال النازي، إبان الحرب العالمية الثانية.

 وقبل 48 ساعة من الحفل، الذي أقامه الرئيس إيمانويل ماكرون في منطقة "الفار" بجنوب شرق البلاد، أكد "مصدر دبلوماسي فرنسي"، وفق الوكالة ذاتها، بأن دعوات أرسلت إلى جميع الدول الإفريقية، بما في ذلك الجزائر.

وأبرزت بأنها لم تتمكن من تأكيد تواجد ممثلين جزائريين في الحدث، الذي يرمز إلى أفضال إفريقيا والمغرب العربي على فرنسا، بخصوص تحرير أرضها من النازية، وذلك بإمداد جيشها بآلاف الجنود، قتل العديد منهم أثناء عملية الإنزال الشهيرة.

 ويعكس غياب ممثل عنها في الحفل الذي جرى بمقبرة، رفض الجزائر الدعوة الفرنسية. ولهذا الموقف السياسي، علاقة مباشرة بالحالة التي تمرَ بها العلاقات بين البلدين.

ففي 25 جويلية الماضي، استنكرت الجزائر بشدة، موقفا بلغها من باريس، مفاده أنها تعتزم إعلان دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية الخاصة بالصحراء الغربية، بمناسبة عيد العرش الملكي في الـ 30 من الشهر ذاته.

وزادت على ذلك بسحب سفيرها من باريس، تأكيدا على أن غضبها بلغ الذروة. ومن النتائج المباشرة للقرار الفرنسي، إلغاء موعد الزيارة التي كان يفترض أن يؤديها رئيس الجزائر لفرنسا، في نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر 2024، بعد تأجيلات متعددة. وكانت الجزائر لبت آخر دعوتين للمشاركة في نفس الاحتفالات، على نقيض موقفها هذه المرَة.

الأولى في 2004 حضرها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة. والثانية في 2014، مثَل فيها الدولة الوزير الأول آنذاك عبد المالك سلال. واللافت أيضا، غياب ممثلين عن مالي والنيجر، وبوركينا فاسو عن الحدث.

وهي دول شهدت علاقاتها مع فرنسا تدهورا في الاشهر الأخيرة، كان من تجلياتها انسحاب القوات الفرنسية من المنطقة، بعد سنوات من الانتشار بزعم محاربة الجماعات الارهابية. وفي مقابل هذا الغياب، حضر الاحتفال رؤساء الكاميرون والطوغو وجمهورية إفريقيا الوسطى ، وجزر القمر والغابون ، بالإضافة إلى رئيس الحكومة المغربية .