"الجزائر هي الجار الأكثر موثوقية في المنطقة"

+ -

يعود في هذا الحوار مع "الخبر"، عمر الأنصاري، القيادي في حزب التجديد الديمقراطي بالنيجر لزيارة الوزير الأول لبلاده إلى الجزائر.

 

 كيف تقرأ زيارة رئيس الحكومة النيجرية إلى الجزائر وسياقها السياسي؟

زيارة رئيس وزراء حكومة الأمر الواقع مع ثمانية وزراء حكومته إلى الجزائر العاصمة، تعتبر تغيرا مفاجئا من سياسة حكومة الأمر الواقع تجاه الجزائر؛ وتدل على أن حكومة الأمر الواقع استفاقت من غيبوبتها التي كانت فيها بسبب اتباع إملاءات خارجية وبالأخص النظام الانقلابي بباماكو؛ ورأت ما حل بمالي من التدهور الأمني والاقتصادي بسبب ابتعادهم عن الجار الأكثر استقرارا وموثوقية بالمنطقة. وأعتقد أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة شمالي مالي القريبة من الحدود الجزائرية، ربما لها دور في تغيير حكومة الأمر الواقع بوصلتها تجاه الجزائر، للاستفادة من خبراتها الأمنية والإستراتيجية لمحاربة الإرهاب وكيفية التعاطي مع حركات المتمردة.

 

هل يمكن الآن القول بأن أزمة أكتوبر 2023 بين الجزائر والنيجر انتهت وأصبحت من الماضي؟

نعم، لقد تجاوزت حكومة الأمر الواقع في النيجر أزمة أكتوبر منذ فبراير الماضي، كانت هناك سلسلة زيارات متبادلة بين البلدين، على الرغم من أن نيامي عادت إلى إثارة أزمة ترحيل المهاجرين من الجزائر، لكنها لم تؤثر على ذلك، أعتقد أنه يتعين على الجزائر مسايرة هذه الحكومات الانتقالية بسبب المصالح المشتركة بين شعوب المنطقة؛ ولكن هذه الحكومات الاستثنائية تغلب الارتجالية والشعبوية على قراراتها، ما يتطلب مزيدا من ضبط النفس والحكمة في التعامل معها؛ ريثما يعود الوضع الدستوري والحكومات المنتخبة.

 

هل يفهم من هذه الزيارة وتصريحات رئيس الحكومة علي زين أن الجزائر يمكن أن تعود للعب دور ما في الأزمة بالنيجر؟

غالبا هذه الحكومات الاستثنائية لا تريد من يصرح لها بأخطائها؛ ولكن يجب على الشركاء الموثقين وأصدقاء الشعوب أن يضغطوا على تلك الحكومات من أجل العودة إلى الوضع الدستوري والمصالحة الوطنية الشاملة التي تعتبر أهم ركائز استقرار الوضع السياسي الذي يشجع على الاستثمار في المشاريع العملاقة طويلة الأجل تعود على البلد والشركاء بالنفع العام. وهناك نقطة يجب على الجزائر ونيامي التعاون بشأنها، وهي تأمين مسار أنبوب الغاز العابر للصحراء من عبث الجماعات المتطرفة أو الحركات المتمردة التي أعلنت أنابيب النفط النيجري هدفا لها، ما سبب في إغلاق الشركة الصينية أنشطتها مؤقتا.

 

برأيك، هل التوقيت السياسي المرتبط بتحركات حفتر في جنوبي ليبيا، دور في دفع السلطة في النيجر للتنسيق مجددا مع الجزائر؟

أعتقد أن سلطات الأمر الواقع بالنيجر تعتبر حفتر حليفا لها بليبيا أكثر من الحكومة المعترف بها دولياً؛ وتعتبر روسيا هي القاسم المشترك بين الحكومات الانقلابية بالساحل وحفتر بليبيا؛ وتسعى موسكو جاهدة في توحيد صفوف شركائها بإفريقيا. فلذلك أظن في هذه النقطة أن المبادرة من سلطة الجزائر من أجل تأمين الحدود من جانب النيجر بالتنسيق المشترك بينهما؛ مهمة جدا، لكي تتفرغ لتوتر الحدود الليبية والمالي.

 

كلمات دلالية: