تصاعدت خلال الأيام الأخيرة الأصوات المنددة بتغطية قناة "العربية" لما يجري في غزة، خاصة بعد مذبحة مدرسة "التابعين" والتي تبنت فيها القناة الإخبارية أكاذيب الاحتلال لتبرير جريمته.
منذ بداية العدوان على غزة شهر أكتوبر الماضي، ظلت "العربية" محل انتقادات لتغطيتها المناهضة للمقاومة، بل تعمدت في العديد من المرات تسريب معلومات حسب نشطاء فلسطينيون وأسماء ثقيلة في المشهد الفلسطيني، لضرب معنويات المجاهدين في غزة.
ويتذكر الجميع كيف تعرض الناشط السياسي والأمين العام للمبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي في الأسابيع الأولى للعدوان إلى سوء المعاملة خلال حوار مع مذيع من القناة.
ووبخ يومها البرغوثي منشط الحوار طاهر بركة قائلا له "أنت لا تدير الحوار بشكل محترم، أنت مالك منفعل؟"، وكان يومها المذيع انتقد بشدة حركة "حماس" وتحدث عن وجود انقسامات بداخلها، رافضا ترك ضيفه الحديث ومقاطعا إياه كل عشر ثواني لدرجة أراد أن يلزمه قول ما يريد سماعه وما يتوافق مع الخط الافتتاحي للقناة.
وظلت القناة طيلة الأشهر التسعة الأخيرة، تنتقد المقاومة وروجت بإسهاب سواء في حصصها أو على موقعها الإلكتروني لـ "جهاد الفنادق" في تلميح صريح لتواجد بعض قادة حركة "حماس" بعيدا عن الحرب، وفي مقدمتهم الشهيد إسماعيل هنية، الذي دفع قبل أن يستشهد هو أيضا بعدد من أولاده وأحفاده شهداء في سبيل القضية.
لكن القطرة التي أفاضت الكأس وهيجت مواقع التواصل الاجتماعي في سائر الدول العربية، تبني القناة السعودية لطرح جيش الاحتلال لتبرير مجزرته في مدرسة التابعين أين استشهد أكثر من 100 فلسطيني أغلبهم أطفال ونساء.
فلم تظهر تغطيتها أي تعاطف تقريبا مع الضحايا وراحت تركز على الأطروحة الصهيونية التي مفادها أن عددا من المسلحين كانوا داخل المدرسة.
وعكس قناة "العربية" شهد أحد بلاطوهات قناة LCI الفرنسية صحوة ضمير فانهال صحفيون على أحد الضيوف وهو عميل سابق في الموساد، بعد أن برر قصف المدرسة ووقع حوار ساخن بين الطرفين، وهو ما لم يحدث في حصص "العربية" أو زائدتها الدودية "الحدث".
وفي هذا الموضوع كتب الكاتب ورئيس تحرير موقع "العربي الجديد"، معن البياري، في عمود تحت عنوان "بحقّ السماء... ماذا تريد قناة العربيّة؟" " ما من جريمة حربٍ مثل هذه (مجزرة مدرسة التابعين) تُرتَكب إلا وتلقى شاشة "العربيّة" شديدة الحرص على إخبارنا ببيانات الجيش الإسرائيلي، بمفرداته وصياغاته، بكثيرٍ من التأكيد عليها".
#العربية_شريك_في_الإبادة
وقبلها وعقب مجزرة المواصي منتصف شهر جويلية الماضي، يومها أيضا استشهد مئات الفلسطينيين في قصف صهيوني، الاحتلال برر هنا أيضا المذبحة باستهدافه القائد الأسطوري لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، وهو ما روجت له كذلك القناة، ما دفع بنشطاء بإطلاق هاشتاغ "#العربية_شريك_في_الإبادة".