تنقل فريق من المجمع الإيطالي "بونيفيشي فيراريزي" المعني بالشراكة مع وزارة الفلاحة، لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحبوب والبقوليات إلى ولاية تيميمون، مقر تجسيد المشروع، حيث تحصل على رخص حفر الآبار الإرتوازية، وكان ذلك في وقت قياسي تم خلال ساعات فقط، ما يكشف عن جدية واسعة في تجسيد هذا المشروع المهم الذي سينطلق رسميا في أكتوبر المقبل؛ تزامنا مع عملية الحرث والبذر والذي سيكون من بين المشاريع المهمة الذي تطلع السلطات إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلالها.
وحسب ما أفادت به مصادر لـ"الخبر"، فإن الفريق الإيطالي الذي تنقل إلى ولاية تيميمون في الأيام الماضية في إطار تفقده المستمر للمساحات التي سيتجسد فيها المشروع المشترك، أتم جميع الإجراءات الخاصة بتأمين مادة المياه للانطلاق في المشروع، حيث أتم إجراءات الحصول على التراخيص لحفر آبار ارتوازية لسقي المساحات الواسعة، مع العلم أن مساحة المشروع التي تتربع على 36 ألف هكتار تحتاج إلى 126 بئر ارتوازي وفق الدراسات المنجزة، وسيتم حفر الآبار بشكل تدريجي كون المشروع سينطلق بنفس الطريقة إلى أن يكتمل في سنة 2027، تضيف ذات المصادر.
ووجد الإيطاليون مرونة من الجانب الجزائري في إطار التسهيلات المعتمدة لتشجيع الاستثمار الأجنبي، وللجدية المشتركة في تجسيد المشروع من الطرفين، لأن هذه الزيارات التي تحقق في كل مرة خطوة نحو الأمام، دليل على أن المشروع الذي سينطلق في شهر أكتوبر المقبل، سينجز في مدته المحددة، وسيساهم مع باقي المشاريع الأخرى التي أبرمتها الجزائر مع الأجانب؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح الصلب آفاق 2027، ويساهم في إنعاش الصناعة التحويلية للعجائن وتصديرها نحو الدول الإفريقية.
وكان وزير الفلاحة، يوسف شرفة، قد أكد لدى إشرافه على إبرام الاتفاقية لتجسيد هذا المشروع رفقة وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات، الإيطالي فرانسيسكو لولبريجيدا؛ في جوان الماضي، أن هذه الأخيرة سينجم عنها شركة مختلطة تخضع للقانون الجزائري وستنطلق في الإنجاز مطلع أكتوبر المقبل، مع انطلاق موسم الحرث والبذر، وسيقدم المشروع أولى ثماره، خاصة في زراعة القمح الصلب والبقوليات في نهاية الموسم الفلاحي لسنة 2025، على أن تكتمل باقي مرافق هذا المشروع، خاصة ما تعلق بصناعة العجائن، بعد أربع سنوات من انطلاقه وسيساهم –حسبه- رفقة مشاريع أخرى على غرار المشروع القطري بأدرار، في تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح الصلب، بعد أن حقق الإنتاج الوطني هذه السنة نسبة 80 في المائة من الحاجة الوطنية، كما أثنى الجانب الإيطالي عليه كون الجزائر هي البلد الأول الذي احتضن المشروع الإيطالي الرامي إلى تحقيق شراكة مع إفريقيا، وسيعود المشروع الناتج عن الاتفاقية بفائدة للبلدين.
ويتعلق المشروع بإنتاج الحبوب والبقوليات على مساحة تقدر بـ36 ألف هكتار بولاية تيميمون بالجنوب بقيمة إجمالية تقدر بـ420 مليون أورو، حيث يندرج ضمن المخطط الوطني الخاص بتطوير الشعب الإستراتيجية الذي يشمل الحبوب، البقوليات، النباتات السكرية والزيتية، البذور وكذا الحليب، المنبثق من التزامات وتوجيهات رئيس الجمهورية، ومن مخطط الحكومة وكذا الإستراتيجية القطاعية لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بهدف تلبية الحاجيات الغذائية واسعة الاستهلاك، حيث سيتم تخصيص مساحة قدرها 35.450 هكتار لزراعة القمح ومختلف أنواع البقوليات، بينما ستخصص المساحة المتبقية لتشييد مركب صناعي غذائي يتكون أساسا من مطحنة، منشأة للتخزين ووحدة لإنتاج العجائن الغذائية، وغيرها من المرافق الحيوية للمشروع، كما سيسمح هذا المشروع بخلق أكثر من 6.700 منصب شغل منها ما يقارب 1600 منصب دائم وحوالي 5100 منصب غير دائم.
ويعكس تجسيد هذه المشاريع الاهتمام المتزايد للدولة لفتح المجال للاستثمار الفلاحي أمام المتعاملين، جزائريين، عموميين كانوا أو خواص أو بالشراكة مع أجانب، يضيف شرفة، لاسيما بولايات الجنوب التي تتوفر فيها كل المؤهلات الضرورية لاستقطاب المشاريع الكبرى وإنجاحها، وذلك بعد التحفيزات المختلفة التي وضعتها الدولة سواء في إطار قانون الاستثمار ومختلف أنظمة الدعم والمرافقة لفائدة كبار المستثمرين، على غرار الرواق الأخضـر المتضمن تسهيلات خاصة للمشاريع المصنفة إستراتيجية كدراسة الملفات والحصول على العقار وتراخيص حفر الآبار.