+ -

يعد التعرق أمرا طبيعيا للغاية -بل وصحيا- خلال فصل الصيف، إذ يساعد العرق على تبريد الجسم في ظل ارتفاع درجات الحرارة. لكن في المقابل، قد يمثل الأمر كابوسا مزعجا ويعرّض المرء لحرج بالغ، لا سيما إذا تسبب في ظهور بقع على الملابس أو انبعاث رائحة كريهة.

توضح الدكتورة زابينا شتانغل أن رائحة العرق الكريهة تنبعث بسبب تحلل العرق بفعل البكتيريا، مشيرة إلى أن شعر الإبط يشكل بيئة مثالية لتكاثرها، لذلك توصي طبيبة الأمراض الجلدية الألمانية بإزالة شعر الإبط للحيلولة دون تكاثر البكتيريا، ومن ثم الحد من إفرازات العرق وتحلله.

وعن كيفية إزالة شعر الإبط، أوصت شتانغل بعدم اللجوء إلى الشمع، نظرا لأن الجلد تحت الإبط يعد حساسا للغاية، كما ينبغي عدم استعمال كريم إزالة الشعر، وذلك للحفاظ على حاجز الحماية الطبيعي بالجلد.

كما أكدت شتانغل أن ماكينة الحلاقة تعد أفضل وسيلة لإزالة شعر الإبط، موصية باستخدام ماكينة ذات شفرات حادة، مع مراعاة تهيئة الجلد للحلاقة من خلال غسله بماء دافئ ووضع القليل من رغوة الحلاقة كي تنزلق الماكينة بسلاسة، وذلك لتجنب تهيج الجلد أو التعرض لجروح.

كما تعد الحلاقة بواسطة ماكينة الحلاقة الكهربائية أكثر لطفا للبشرة الحساسة، شأنها في ذلك شأن إزالة الشعر بواسطة الليزر.
العناية بالجلد

وإلى جانب إزالة شعر الإبط، تنبغي العناية بالجلد بانتظام، إذ ينبغي غسله فور تكوّن العرق باستخدام الصابون، وذلك من أجل عدم إعطاء فرصة للبكتيريا للتكاثر.

وبعد غسل الجلد وتجفيفه جيدا، ينبغي استعمال مزيل عرق. وفي حالة التعرق الشديد، يمكن استعمال ما تُعرف "بمضادات التعرق"، التي لا تحد من الرائحة الكريهة فحسب، بل تعمل أيضا على الحد من إفراز العرق من الأساس.


من جانبها، شددت طبيبة الأمراض الجلدية الألمانية أوتا شلوسبيرغر على ضرورة استشارة الطبيب في حالة الشك في الإصابة بفرط التعرق، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من خلال بعض العلامات، مثل التعرق الشديد وبشكل خارج عن السيطرة.

ومن العلامات الأخرى لفرط التعرق تدفق العرق على الرغم من عدم الحاجة إليه، على سبيل المثال في الجو البارد أو في أوقات الراحة التي لا تشهد بذل أي جهد بدني، والعرق المتقطر من الجسم، والذي يترك بقعا على الملابس والأحذية.

وأوضحت شلوسبيرغر أن فرط التعرق ينقسم إلى نوعين: رئيسي وثانوي، مشيرة إلى أن النوع الرئيسي يرجع إلى العوامل الوراثية، في حين أن النوع الثانوي قد يرجع إلى الأسباب التالية:


    فقر الدم
    فرط نشاط الغدة الدرقية
    انخفاض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري
    أمراض الروماتيزم
    السُل
    أمراض القلب (مثل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب)
    الأورام (مثل سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية)
    تغيرات هرمونية (مثل انقطاع الطمث لدى النساء)
    أمراض نفسية (مثل اضطراب القلق ونوبات الهلع)
    أثر جانبي لبعض الأدوية مثل حاصرات بيتا أو هرمونات الغدة الدرقية أو مضادات الاكتئاب أو مستحضرات الكورتيزون

وإلى جانب علاج المرض الرئيسي، من الممكن مواجهة التعرق المفرط بواسطة مضادات التعرق والأدوية، التي تعتمد على كلوريد الألمنيوم، والعلاجات بالتيار المباشر والحَقن بالبوتوكس والجراحة.