استيقظت ولاية تيزي وزو لليوم الثاني على التوالي، على وقع حرائق مهولة في الغطاء الغابي، استنفرت فرق الإطفاء التي تعمل على إخمادها والسيطرة عليها، في وقت تمتد فيه ألسنة النيران وتتسع رقعتها نحو القرى والمداشر المحيطة بالغابات المحترقة.
وقد اندلعت هذه الحرائق خلال يومي الجمعة والسبت 09 و10 أوت الجاري، لاسيما بمنطقة آيت محمود، وكذا منطقة آيت فراح وإمربطن وعزوزة، ببلدية الأربعاء نايث ايراثن، على بعد ثلاثين كيلومترا من وسط شرق ولاية تيزي وزو.
وحسب آخر حصيلة لمصالح الحماية المدنية، فإن جهود الإخماد متواصلة ببني دوالة، وذلك على مستوى كل من غابتي تقراقرة، وتخوخت، أين تم وضع جهاز أمني لحماية سكان المنطقتين من النيران.
أما ببلدية الأربعاء نايث إيراثن، تستمر عملية الإخماد بكل من غابة آيت آتلي، أين تم وضع جهاز أمني لحماية السكان، وكذلك الحال على مستوى غابة عزوزة بذات المنطقة، فيما تمت السيطرة على حريق غابة آيت فرح، مع استمرار جهود الإطفاء.
وقد تم حشد الوسائل المادية والبشرية من طرف الحماية المدنية وقطاع الغابات والجماعات المحلية، إلى جانب الهلال الأحمر الجزائري وعدد من المواطنين لإخماد هذه الحرائق.
وكان من بين الوسائل المجندة خلال هذه العمليات، تلك الخاصة بالوحدات الثانوية وبالوحدة الرئيسية لمدينة تيزي وزو والرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات.
وقد تم تعزيز هذه الوسائل بـ 6 طائرات قاذفة للمياه AT 802 وطائرة BE 200, بالإضافة إلى تجنيد الأرتال المتنقلة للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالحميز (الجزائر العاصمة) وتلك التابعة لولاية البيض اللتين كانتا متواجدتين بولاية البويرة، بالإضافة إلى وحدة ولاية النعامة التي كانت تتواجد بتيزي وزو إلى جانب المفرزة الجهوية لولاية البليدة.
الحفاظ على الأرواح أولا
من جهته، التحق المدير العام للغابات، جمال طواهرية، اليوم الأحد، بالفرق المجندة ميدانيا بولاية تيزي وزو، والتي تعمل على إخماد الحرائق المهولة التي تشهدها عدد من غابات المنطقة.
وحسبما أفاد به بيان لمحافظة الغابات لذات الولاية، فقد تنقل طواهرية خصيصا لقرى الأربعاء نايث ايراثن التي اندلعت بها حرائق تتسع رقعتها نحو المناطق المأهولة، في وقت تم فيه إرسال دعم لفائدة الولاية، مكون من شاحنات مكافحة حرائق الغابات قادمة من ولايتي البويرة وبومرداس.
وأفاد طواهرية، في تصريح صحفي، أنه تم إخلاء عدد من المساكن جراء الحريق الذي اندلع أول أمس الجمعة، على الساعة الواحدة والنصف زوالا، متى تم التبليغ عنه من طرف المواطنين ليتم التدخل الأولي لاستكشاف المكان "خاصة وأن التضاريس الصعبة للمنطقة والبساتين صعّبت من مهمة التدخل"، يقول.
وأشار المدير العام للغابات، أن تقييم الأضرار والمساحات المحروقة سيكون بعد إخماد الحريق "الأهم حاليا هو الحفاظ على الأرواح"، يؤكد المسؤول ذاته، مشيرا إلى أن أغلب الخسائر تمثلت في بساتين للسكان وبعض السكنات خاصة وأن الرياح ساهمت في اتساع رقعة الحرائق.
وللتذكير، يتواجد منذ مساء أمس السبت، المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف بالولاية للوقوف على سير عمليات التدخل لإخماد الحرائق، أين أسدى تعليمات للمدير المكلف بتنظيم العمليات وتنسيقها بتدعيم الفرق المتدخلة جوا وبرا بوسائل بشرية ومادية إضافية وإعطاء دائما الأولوية لحماية الأشخاص والمجمعات السكنية.
ويتابع الجزائريون، بخوف شديد، تطور وضعية الحرائق بالولاية، وكذا بولايات أخرى لاسيما شرق البلاد، في وقت عادت فيه إلى الذاكرة الجماعية، الصور الشنيعة لمخلفات وآثار حرائق عام 2021، التي تركت وراءها خسائر مادية وبشرية جسيمة.