بدأت ثقافة الكراء عبر المواقع الالكترونية تنتشر في الجزائر، خاصة في فصل الصيف حيث يكثر الطلب على سوق الإيواء، في حين لا تلبي الفنادق والشقق الفندقية الحاجات الكبيرة للمواطنين، وأصبح الكثيرون يجدون ضالتهم في مواقع عالمية معروفة، مثل "أر. بي. أن. بي" إما لوضع شققهم للكراء أو للبحث عن أماكن لقضاء العطلة.
ويمكن من خلال تصفح موقع "أر بي أن بي"، إيجاد منازل بسهولة في مناطق سياحية معروفة في الجزائر، مثل بجاية، وهران، جيجل، عنابة وغيرها والتعرف على مواقعها وما تمده من إطلالات، ومما رصدناه أن الأسعار، لا تختلف كثيرا عما يوجد في السوق، فهي ما بين 3000 دينار إلى 6000 دينار بالنسبة للمنازل العادية، وترتفع أكثر وفق طبيعة المنزل وتميز الموقع.
وقد يكون العامل الوحيد المثبط، أن معظم الجزائريين لا يملكون بطاقات دفع الكترونية دولية تتيح الحجز في الموقع، لذلك، تعد هذه الطريقة الأنسب للمغتربين أو السياح الأجانب، بحيث تمكنهم من فرصة الكراء، عبر بطاقاتهم، بطريقة سهلة وعبر الاطلاع الكافي على المنزل وما يقدمه من خدمات ثم التواصل مع صاحبه، ومع الوقت وتطور عمليات الدفع الالكتروني، سيصبح من السهل ظهور نماذج جزائرية لموقع "أر. بي. أن.بي"، تتيح التعامل محليا وبالدينار الجزائري.
ويقوم أسلوب "أر. بي. أن.بي" الشائع، على فكرة أن يضع صاحب المنزل شققا فائضة عن الحاجة للكراء، على أن يستفيد الزبون من باقي مرافق المنزل مثل المطبخ والحمام وغيرها، ويمكن إيجاد بدلا عن ذلك منازل كاملة للكراء وفيلات، حسب حاجة الزبون وإمكانياته، وباتت هذه الطريقة، جزءا من المنظومة السياحة في الكثير من الدول، مثل إسبانيا وفرنسا، ما حوّل شركة "أر. بي. أن.بي" التي لا تملك أي أصول فندقية حقيقة، أكبر مؤجر في العالم.
وفي الواقع، تطبق فكرة موقع "أر. بي. أن.بي"، منذ زمن طويل في الجزائر، خاصة في المناطق الساحلية، لكن باعتماد طريقة التواصل التقليدية بين صاحب المنزل والزبون. ويعمد كثير من أصحاب المنازل القريبة من البحر لتأجيرها في فصل الصيف، والانتقال إلى منازل أخرى لهم، حيث تعد هذه الطريقة مصدرا مهما للدخل، بينما يجد المستأجر ضالته في الحصول على سعر مناسب أقل مما تعرضه الفنادق في مناطق قريبة من البحر.
وقد تكون الجزائر أكثر الدول حاجة لمثل هذه الطرق في دعم السياحة، ففي ظل النقص الفادح في الفنادق ببعض المناطق الساحلية أو السياحية عموما، سيكون من الأسهل تشجيع فكرة "الإقامة لدى الساكن" التي لا تتطلب استثمارات كبيرة بقدر ما تحتاج لتنظيم وتقنين يسهل على الناس الاستفادة من المزايا الكبيرة التي توفرها.
ما يميز موقع "أر. بي. أن. بي" عن المواقع الأخرى؟
ويتيح موقع أر بي أن بي "Airbnb" لزائريهتأجير واستئجار أماكن سكن فريدة حول العالم، حيث يعمل هذا السوق الالكتروني على ربط المضيفين، الذين يرغبون في تأجير مساحاتهم، بالضيوف الذين يبحثون عن أماكن أكثر تخصيصا، وبأسعار معقولة للإقامة مقارنة بالفنادق، مما جعله الخيار الأمثل للمستخدمين حول العالم، فماهي الخصائص التي تجعل هذه المنصة مميزة عن غيرها؟.
وفي هذا الموضوع، قال الخبير في التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ورئيس جمعية "رقمنة" للتكنولوجيا والعلوم، نسيم لوشاني في حديثه مع "الخبر" أن موقع "أر. بي. أن بي" يتصدر قائمة مواقع الكراء في العالم، حيث يعرف رسميا على أنه منصة إلكترونية تمكن الأفراد من تأجير واستئجار أماكن سكن مختلفة حول العالم، حيث تأسس الموقعسنة 2008، كفكرة ساذجة نوعا ما، إلا أنه بعد إطلاق هذه المنصة من طرف المؤجرين الذينكانوا يعانون ربما في وقت سابق من بعض العقبات، لاقت هذه الفكرة استحسان العديد من الناس حول العالم، وبالتاليبدأ انتشار هذه المنصةشيء فشيء ويعتبر اليوم من أبرز وأشهر المواقع في مجال تأجير العقارات قصيرة الأمد، وكذلك خاصية تأجير العقارات طويلة الأمد.
وبالنسبة لخلفية الموقع، كشف لوشاني أن منصة "أر. بي. أن. بي" تعتمد على خدمات السحابيةالغنية عن التعريف من "أمازون ويب سيرفيس اوس"، وبالنسبة للتطبيقات تتوفر هذه المنصة على لنظامي التشغيل "أي. أو. أس" و"أندرويد"، مما يتيح للمستخدمين حجز أماكن الإقامة بسهولة من خلال هواتفهم الذكية.
كما يتوفر الموقع على نظام توصيات حيث تستخدم هذه الأرضية والمنصة خوارزمية تعتمد علىتقنية للذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات المستخدمين، وتقديم توصيات مخصصة لهم بشكل مميز.
هذه مميزاتAirbnb..
وفيما يتعلق بمميزات المنصة، أكد المتحدث أن أول خاصية هي البحث والتصفية، حيث توفر المنصة خيارات بحث متقدمة، تمكن المستخدمين من تصفية النتائج بناء على السعر، الموقع، النوع وتقييمات العقار والمزيد من المعلومات والتفاصيل.
أما النقطة ثانية فهي الدفع الآمن لأن منصة "أر.بي. أن.بي" توفرنظام دفع آمن يمكن للمستخدمين دفع تكلفة الإيجار من خلال الموقع بطرق متنوعة، من بينها البطاقات البنكية مثل "فيزا كارت، ماستر كارت"وطرق أخرى أيضا.
أما بالنسبة لنقطة الثالثة فهي التقييمات والمراجعات، حيث تعتمد المنصة على نظام تقييمات ومراجعات لمساعدة المستخدمين في اتخاذ القرارات لتوصية بعض نتائج البحث، يعنى بشكل خاص، حسب خلفية المستخدم، وما يريده بناء على حسابه عبر منصة "أر. بي. أن. بي".
أما بالنسبة لنقطة البحث والتصفية، قال لوشاني أن المنصة تستخدم نقطة "المابس" أو الخرائط لإظهار العقارات القريبة جغرافيا من المؤجر، أو من المكان الذي يريد فيه المستخدم تأجير سكنه وهذهالنقطة هي الأخرى تعتبر مميزة.
وأشار الخبير في التكنولوجيا إلى أنه كمعلومة تسبيقية حول منصة "أر. بي. أن. بي"، فإن استراتيجية التسويق تستخدم هذه المنصة في التسويق الرقمي، حيث تعتمد على الإعلانات الرقمية عبر محركات البحث مثل "جوجل" و"بينج" و"ياهو"، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور واسع النطاق، فضلا عن تجربة المستخدم وواجهته، حيث تقوم هذه المنصة بالتركيز بشكل كبير على تحسين تجربة واجهة المستخدم لضمان رضا العملاء، وزيادة ربما الولاء للعلامة التجارية.
ومن بين هذه النقاط كنقطة مشتركة بالنسبة لتجربة المستخدمين ووجود المستخدم، توجد خاصية البحث عبر المابس فضلا عن نقطة التسبيق بالمحتوى، حيث تنشر المنصة محتوى ملهم على مدونتها وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب المستخدمين المحتملين والقراء ولعمل توصيات للمستخدمين المستقبليين.
أما بالنسبة للتوسع العالمي، قال رئيس جمعية "رقمنة" أن هذه المنصة تتواجد في أكثر من 222 دولة، حيث تصل تقريبا إلى العالم كله، مما يجعلها خيارا شاسعا للمسافرين حول العالم بالإضافة إلى أنه لديها شراكات مع شركات سياحية وفندقية لتوسيع قاعدة عملائها وزيادة انتشارها.
وفيما يتعلق بسبب تصدر موقع"أر. بي. أن. بي'' قائمة الكراء حول العالم، أفاد الخبير أن المنصة توفر تنوعا كبيرا في العقارات حيث تقدم هذه الأخيرة مجموعة واسعة من الخيارات السكنية من الشقق والغرف الخاصة، إلى المنازل الفاخرة، مما يلبي احتياجات مختلف المستخدمين، علاوة على نقطة الراحة والمرونة حيث تتيح هذه المنصة للمستخدمين إيجاد أماكن الراحة، والمرونة مع خيارات إلغاء متنوعة والتواصل المباشر مع المضيفين.
أما بالنسبة للجانب الاقتصادي، فغالبا ما تكون تكلفة الإقامة في "أر. بي. أن. بي" أقل من الفنادق التقليدية أو المواقع التقليدية للحجز، مثل موقع "بوكينغ" مما يساعد للمسافرين ذوي الميزانيات المحدودة، كما توفر هذه المنصة تجارب محلية فريدة، حيث يمكن للمسافرين العيش في أماكن سكن حقيقية، والتعرف على الثقافات المحلية من خلال التواصل مع المضيفين المحليين، وهذه النقطة تحتسب لصالح هذه المنصة لأن المؤجر يتواصل مباشرة من المستأجر، ويقوم بتقديم خدمات إضافية له، مما يجعل المؤجر يقوم بالاحتكاك مع المستخدمين، مما يسمح لهم بالتعرف على ثقافات محلية، وهذا ما يعطي تجربة التأجير على هذا الموقع طعم خاص.
بالإضافة إلى جانب الثقة والأمان حيث تستخدم هذه المنصة أنظمة تقييم ومراجعة دقيقة لضمان جودة الخدمة ورضا العمال فضلا عن توفير خدمات دعم مميزة للعملاء على مدار الساعة، من خلال فريق احترافي والحيادة في الفصل في المشاكل والطلبات ومعالجتها.
كيف تستعمل المنصة؟
وفيما يتعلق طريقة استعماله، يقوم المضيف بإنشاء صفحة تعريفية خاصة به، وصفحة تعريفية خاصة بالمكان الذي يؤجره تحتوي أيضا على توصيات من أشخاص آخرين ومراجعات من نزلاء المكان وتقييم للمكان، كما يكون بإمكان المضيف التواصل مع النزلاء عبر نظام مراسلة خاص.