يكتشف المتصفح لموقع يوتيوب حلقات ترويجية عن الجزائر بعنوان "باتجاه الجزائر"، من تصميم الصحفي هواري عيادي. يعد هذا الإنتاج بمثابة اكتشاف حقيقي للجزائر، حيث يقدّم للمشاهدين رحلة عبر التراث التاريخي والثقافي الرائع والجمال الطبيعي للجزائر التي تبقى في كثير من الأحيان بعيدة عن الواجهة، وضحية الأحكام المسبقة والصور النمطية. ولإبراز التراث الثقافي والثراء الطبيعي، اختار هواري عيادي أن يخصص سلسلة وثائقية للجزائر.
منذ عرضه لأول حلقاتها، حظيت سلسلة "باتجاه الجزائر" بإشادة الجمهور، حيث أثنى مستخدمو اليوتيوب على نطاق واسع على عمل الصحفي هواري عيادي، وشاركوا انطباعاتهم الإيجابية على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أجمعوا على أن سلسلة "باتجاه الجزائر" ناجحة، فقد ساعدت في نقل صورة مغايرة عن الجزائر. إلى جانب المعلومات والترفيه، يطمح هواري عيادي إلى الترويج للسياحة في الجزائر، من خلال تسليط الضوء على ثروات البلاد الثقافية والتاريخية والسياحية.
تكلم الصحفي هواري عيادي بكثير من الفخر والسعادة لـ"الخبر" عن قناته "اتجاه الجزائر"، وحلقاتها التي خصصها لمجموعة من المدن الجزائرية، يقول هواري "كنت دائما أتساءل لماذا بلد مثل الجزائر بهذا الجمال يفتقد للسياح الأجانب"، ومن هذا الهوس الطفولي الذي بدأ مبكرا عند هواري، جاءت فكرة إنجاز حلقات عن بعض مدن الجزائر، والتي انطلقت منذ سنة من الغرب الجزائري مع مدينة وهران على أنغام أغنية "وهران وهران"، مرورا بالجزائر العاصمة أو الجزائر البيضاء، لتحط الرحال بعدها ببجاية وتعبر إلى مدينة الجسور المعلقة قسنطينة "الصخرة" ثم تعود إلى الغرب وبالضبط إلى تلمسان.
يجوب هواري بكاميراته الجزائر من الغرب إلى الشرق والوسط، معرّفا بمعالمها يقول هواري "أنا من مواليد فرنسا وتعرفت على الجزائر من خلال العطل الصيفية التي كنت أقضيها مع أهلي في الجزائر واكتشفت بلدا جميلا وتساءلت كيف لهذا البلد الرائع الكبير والذي يملك كل شيء من جمال البحر والغابات والصحراء ولا يزوره الأجانب".. ساعد عمل هواري على إنقاد مشروعه ووضعه قيد التحقيق "عندما بدأت عملي كصحفي قلت إنها فرصة لأقدّم بلدي للعالم ككل وأظهر جمال الجزائر".. لم يكن هدف هواري فقط التعريف بالجزائر للخارج بل كان يرمي إلى أبعد من ذلك، خاصة فيما يتعلق بالجالية الجزائرية في الخارج، حيث لاحظ أن الكثيرين لا يعرفون تاريخ بلادهم، كما وصف الأمر بـ "غير الطبيعي"، مشيرا إلى أنه قبل الفرنسيين كانت هناك حضارات و"أردت الحديث عن تاريخ الجزائر القديم حتى أعرّف به"..
يعتبر مشروع "باتجاه الجزائر" مبادرة شخصية من الصحفي هواري، حيث يتكفل بكل شيء من الألف إلى الياء "لم أتلق أي مساعدات رغم أنني طلبت ذلك، لكن لم أتلق أي رد، أنا أدفع من جيبي وماشي خسارة في الجزائر".
يعمل هواري مع شركة إنتاج "الفا تونغو استوديو" والتي يقع مكتبها في الجزائر، كما تملك مكتبا في تولوز وبرشلونة يقول هواري "عندما بدأت مشروعي أردت أن أنجزه مع محترفين لأقدّم شيئا احترافيا وكان حديثي مع مديرة الشركة في هذا الاتجاه".
لا يمكن أن يتم أي عمل دون صعوبات، لكن هواري يتكيّف مع ذلك ويراه أمرا عاديا بالنظر إلى عمله سابقا كصحفي في الميدان، وأكثر ما واجهه هو صعوبة إيجاد متخصصين يتحدثون عن تاريخ الجزائر وتراثها الثقافي، لكن بكثير من الصبر والحب يقنعهم أن العمل هو للجزائر ومن أجل الجزائر.
سينتقل هواري عيادي وفريقه شهر سبتمبر القادم لتصوير حلقة أخرى هذه المرة في عروس البحر الأبيض المتوسط عنابة أو البوني، حيث سيروي حكاية كنيسة القديس أوغستين ويعرّج على شاطئ "سرايدي" الجميل، ليختم بتراث "الفقيرات" الرائع، لتكون الحلقة التي بعدها مخصصة للتواجد الروماني في الجزائر ويتم التصوير بتاموقادي وجميلة وتيبازة.
يختم هواري عيادي عمله بحلقة كبيرة عن صحراء الجزائر، حيث سيجوب غرداية والهقار وتمنراست وطاسيلي ناجر وجنات حتى يساهم في الترويج لهذه الوجهة السياحية التي تعلّق عليها الجزائر آمال كبيرة في جلب السياح، سيكون التصوير في نهاية عام 2024 ويتم على خمس مراحل ومدة الحلقة ستكون أطول 40 دقيقة إلى ساعة (لم تتجاوز باقي الحلقات 22 دقيقة)، يصوّر فيها جلسات الشاي وتقاليد المرأة مع الحناء وتنتهي بالفانتازيا.
للإشارة، آخر حلقة بثها هواري عيادي عبر قناته خصصها لمدينة تلمسان، حيث نكتشف عجائب تلمسان، المدينة الجزائرية الغنية بالتاريخ والثقافة. يأخذ المشاهد هذا الاستكشاف البصري في رحلة آسرة عبر الهندسة المعمارية والتقاليد والتراث الفريد لهذه المدينة ويقدّم منظورًا فريدًا عن تلمسان.