يقود نحو ستين فنانا وفنانة في فنلندا، منذ الخميس، إضرابا ضد مهرجان “فلو” الشهير بالعاصمة هلسنكي الذي بدأ أول أمس، بسبب تعاونه مع شركات إسرائيلية متواطئة بالحرب في غزة. ويهدف منظمو الحملة إلى المزيد
من تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وما يتعرضون له من الاحتلال الإسرائيلي.
تهدف الحملة التي تحمل اسم “إضراب فلو”، لدعم فلسطين من خلال لفت الانتباه حول علاقة الشركات الراعية للمهرجان بإسرائيل، منها شركة هاينكن وشركة سوبارستراكت التي تمتلك المهرجان.
وجاء في إعلان الحملة، أنه “بعد التحقيق في الموقف الاقتصادي والاجتماعي والإنساني لمهرجان فلو، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن المهرجان متواطئ مع نظام الفصل العنصري في إسرائيل”. ويسعى منظمو الحملة للضغط على المهرجان لإنشاء مبادئ توجيهية أخلاقية مستدامة لأنشطته والتي لا تشمل التعاون مع الجهات الفاعلة المرتبطة بدولة إسرائيل أو الشركات الإسرائيلية.
وقال جينا جوهياينن، المتحدث باسم حملة “إضراب فلو”: “يتمثل هدفنا الأوسع في أن ينسحب “كاكا آر” المالك الجديد لمهرجان فلو، من استثماراته في الشركات الإسرائيلية والشركات المتعاونة مع الدولة الإسرائيلية”. وأوضح أن الشريك الرئيسي لمهرجان فلو، شركة هاينكن للكحوليات، تمتلك 40% من شركة إسرائيلية، والتي توجد على قائمة الشركات التي يجب مقاطعتها.
ويهدف منظمو الحملة إلى المزيد من تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وما يتعرضون له من الاحتلال الإسرائيلي، سواء على صعيد مقاطعة المهرجان أو لفت انتباه زوار المهرجان إلى قضية فلسطين. يقول جوهياينن “رفض المشاركة أقل فعالية من الصعود على خشبة المسرح في حفل يحضره 90 ألف شخص ولفت أنظار الناس إلى حقيقة أن هذا الحفل السعيد ملطخ بالدماء”. ويضيف “العديد من الفنانين لديهم بالفعل عقود ملزمة مع المهرجان، ما يعني أنه لم يعد بإمكانهم إلغاؤها، حتى لو أرادوا ذلك”. لهذا يطالب منظمو الحملة بأن يسلط الفنانون الضوء على فلسطين وما يحدث فيها وما يقوم به الاحتلال خلال أنشطة المهرجان وكذلك خلال حفلاتهم الموسيقية.
يقول جينا جوهياينن، المتحدث باسم الحملة إن “وسائل القيام بذلك مجانية، قد يلتزم شخص ما الصمت التام على خشبة المسرح، بينما قد يلقي آخر محاضرة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بدلاً من الغناء، لذا فلنفعل شيئًا آخر غير ما وظفهم المهرجان من أجله”. كما أشار إلى أن المهرجان ضغط على الفنانين لعدم المشاركة في الحملة، “كانت هناك رسالة مفادها أننا [منظمو الحملة] مخطئون ونعطي صورة غير صحيحة للوضع، وأننا نحاول القيام بحدث بديل”.
وأوضح جوهياينن أن موقف المهرجان تجاه إسرائيل غير واضح، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تم دعوة فنانين فلسطينيين للمشاركة في المهرجان، أيضًا ألغت مجموعة “دو سمايل” التي قدمت حفلات موسيقية في إسرائيل أثناء الحرب، عرضها بالمهرجان في النهاية.
من جانبه، علق المتحدث باسم المهرجان بافو كاسين لصحيفة محلية، على الحملة، قائلا إن المهرجان يحترم حرية الفنانين في التعبير عن آرائهم. يقول “الكارثة الإنسانية في فلسطين صادمة، ونعتقد أنه من المهم حقًا تسليط الضوء عليها”. وأضاف “كانت هناك اتصالات مختلفة مع الفنانين”، لكنه ينفي الاتهامات بأن المهرجان ضغط على الفنانين لعدم المشاركة في حملة الإضراب، مشيرا إلى أن استثمارات “كاكا آر” المالكة للمهرجان في الشركات الإسرائيلية لم تكن مفاجأة للحدث.
وتستلهم حملة الإضراب الأخيرة من حملة مماثلة سبق وأن قادها فنانون فنلنديون في خريف عام 2022 احتجاجا على تعاون المعرض الوطني لمتحف “كياسما” في هلسنكي مع الملياردير الفنلندي بوجو زابلودوفيتش الذي يبيع السلاح لإسرائيل التي تمارس سياسة الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين. وفي أفريل 2024، استجاب متحف “كياسما” للحملة وأقر مبادئ توجيهية وأخلاقية لتلقي التمويل.