حين لا توجد نصوص فيما جاء به الرّسول بخصوص أمر يعرض للأمّة، فسبيلها أن تشرّع له بما لا يُخالف أصلاً من أصول ما جاء الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وهذا لا ينقض تلك النّظرية إنّما هو فرع عنها. إن المرجع في أيّ تشريع هو أن يتّبِع ما جاء به الرّسول إن كان هناك نصّ وألاّ يخالف أصلاً من أصوله فيما لا نصّ فيه. وتنحصر سلطة الأمّة والإمام النّائب عنها في هذه الحدود. وهو نظام فريد لا يماثله نظام آخر ممّا عرفته البشرية من نظم وضعية. وهو نظام يربط التّشريع للنّاس بناموس الكون كلّه. وينسّق بين ناموس الكون الّذي وضعه اللّه له والقانون الّذي يحكم البشر وهو من اللّه، كي لا يصطدم قانون البشر بناموس الكون فيشقى الإنسان أو يتحطّم أو تذهب جهوده أدراج الرّياح!ولعلّنا حين نتمعّن في سُنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجدها تعبّر لنا عن سلوك إداري قويم تغنينا عن البحث عمّا سواه. ولقد شهد بذلك أعداء الإسلام أنفسُهم في كتاباتهم عن الرّسول القائد الأعظم صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن إذ نتطرّق لهذا الموضوع لم نقصد الحصر وإنّما التّدليل فقط على أثر هذه السُّنَّة العطرة في الإدارة الإسلامية.أجل، لقد كانت سيرته عليه الصّلاة والسّلام تعبّر عن السُّمُو في كلّ شيء. فلقد كان القائد والمعلّم والمربّي والزّوج وكان الرّئيس والإداري والاجتماعي، وكان الأب والسيّد المطاع وكان العابد وكان الرّجل والعسكري والسياسي، وكان الدّاعية إلى اللّه باللّه، وكان التّاريخ الحافل بالمواقف والمآثر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات