38serv

+ -

 أصدر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الجمعة الماضية، تحذيرا شديد اللهجة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي بشأن دورها في منع التحريض على العنف عبر الإنترنت.

وشهدت مدينة ساوثبورت البريطانية، الثلاثاء الماضي، أحداث عنف استهدفت مسجدا في المدينة، وذلك في أعقاب حادث طعن مروع وقع يوم الاثنين داخل مدرسة للرقص، أسفر عن مقتل 3 فتيات وإصابة عدد آخر.

وكان العشرات قد تجمعوا في وقفة تأبين لوضع الزهور وإضاءة الشموع تخليدا لذكرى الضحايا، إلا أن الأحداث اتخذت منحى عنيفا مع اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة عدد من أفراد الشرطة.

وأعلنت شرطة ميرسيسايد، الخميس المنصرم، عن اعتقال فتى يبلغ من العمر 17 عاما للاشتباه في تنفيذ هجوم بسكين داخل مدرسة للرقص يوم الإثنين، وأسفر الهجوم عن مقتل 3 فتيات وإصابة 7 آخرين.

وبحسب بيان للشرطة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات من اليمين المتطرف وقوات الأمن، وقام المتظاهرون برشق مسجد على طريق سانت لوك بالحجارة وإضرام النيران في سيارات وصناديق قمامة، وتخريب متجر محلي، وأسفرت هذه الأعمال عن إصابة أكثر من 50 شرطيا بجروح متفاوتة.

وقد زار رئيس الوزراء ستارمر، مكان الهجوم، بعد ظهر الثلاثاء، حيث وضع إكليلا من الزهور بين الكثير من باقات الزهور التي تركها السكان، وأشار إلى أن العائلات تعاني “ألما شديدا وحزنا لا يمكن لمعظمنا تخيله”. وقال إنه “مصمم” على مكافحة العنف بالسكاكين، مشيرا إلى أنها “ظاهرة تزايدت في المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة وغالبا ما ينفذها شبان”. وأضاف “لكن هذا ليس الوقت المناسب للسياسة، إنه وقت التركيز على العائلات”.

من جانبه، أدان المجلس الإسلامي البريطاني، هذه الأحداث، وأوضح في بيان له، أن جريمة القتل المروعة التي طالت فتيات صغيرات في ساوثبورت هزت المجتمع البريطاني، لكن المأساة تفاقمت بأحداث عنف واشتباكات بين متطرفين من اليمين المتطرف والشرطة، وذلك بعد انتشار شائعات كاذبة تربط الجريمة بالمسلمين.

وأشار إلى أن المتطرفين استغلوا هذه الشائعات لإثارة الفتنة والكراهية، حيث هاجموا مسجدا محليا بالحجارة والعبارات المعادية للإسلام، وأردفت أن هذه الأحداث تأتي في ظل تصاعد حدة الخطاب المعادي للمسلمين في بريطانيا، الذي تشجعه بعض وسائل الإعلام اليمينية.

وتحدث المجلس أن قيادات المجتمع الإسلامي أدانت هذه الأعمال العنيفة، ودعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التطرف اليميني والكراهية المتزايدة، وأكدت أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة.