+ -

ما هي الرسالة التي ستبعثها اللجنة الأولمبية الدولية إلى شعوب العالم، وهي تفرش البساط الأحمر لرياضيي الكيان المحتل في باريس، الذي يقوم بارتكاب أبشع المجازر والفظائع ضد الفلسطينيين، وهي موثقة بالصورة والصوت من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية والجهوية وأيضا لدى الجنائية الدولية في لاهاي؟

أليس ذلك الصمت والسكوت هو ضوء أخضر من هذه اللجنة الأولمبية التي تفتخر بميثاقها الأولمبي إلى حكومة الكيان المحتل، تدعوها لمواصلة قتل الأطفال والنساء والمدنيين وقنبلة المستشفيات والمدارس، وهي المحرمة من قبل القانون الدولي والقانون الإنساني؟

ثم ما الفائدة من دعوة اللجنة الأولمبية الدولية حكومات دول العالم للالتزام بـ"الهدنة الأولمبية" ووقف الحروب والنزاعات طيلة الألعاب الأولمبية لكنها لا تحظر مشاركة رياضيي حكومة الكيان في هذا الأولمبياد، وحبر قرار محكمة العدل الدولية لم يجف بعد في تثبيت جريمة ممارسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني؟

هل عدم خلط الرياضة بالسياسة يجوز فقط مع رياضيي روسيا الذين منعوا من المشاركة تحت راية علم بلادهم بعد أربعة أيام فقط من غزوها أوكرانيا في عام 2022، بينما لا يطبق على إسرائيل التي تمارس نظام الأبارتيد؟ ألم تمنع حكومة جنوب إفريقيا في عام 1964 من المشاركة في الأولمبياد تعبيرا عن الرفض الدولي الموحد للفصل العنصري؟ فلماذا تلتزم اللجنة الأولمبية الدولية الصمت وتتظاهر بعدم رؤية الفظائع وحرب الإبادة التي يمارسها الكيان المحتل في فلسطين في ازدواجية معايير مفضوحة ومقززة؟

لا أظن أن اللجنة الأولمبية الدولية لم تسمع بأن المدعي العام للجنائية الدولية أصدر مذكرة توقيف ضد رئيس حكومة الكيان نتنياهو ووزير دفاعه وأن محكمة العدل الدولية تلاحقه بتهمة الإبادة وأن منظمة مراسلون بلا حدود رفعت عدة دعاوى قضائية في نفس المحكمة بتهمة اغتيالهم الصحفيين وأن الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية وثقت ضدهم جرائم حرب ضد المدنيين في غزة، من خلال منع الغذاء والماء والدواء عنهم، زيادة على قصف المدارس والمستشفيات، والقائمة مازالت جد طويلة. فهل بعد كل هذا مازالت اللجنة الأولمبية تملك من الحياء ما يجعلها تتكلم عن الميثاق الأخلاقي الأولمبي وعن السلام العالمي وعن احترامها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني؟

أولمبياد باريس، حيث صدر الميثاق الدولي لحقوق الإنسان ويبدو أنه مات بها، أسقط القناع عن هذه اللجنة الأولمبية الدولية وأظهر للرأي العام العالمي وجهها الحقيقي، بأنها مجرد هيئة همها الأول جمع الأموال و"البزنسة" بعرق الرياضيين، دون خجل، وهي ليست فضيحة فحسب، بل تواطؤ مخزٍ لهيئة ترفع شعار "السلام" ولكنها تحمي ظهر من ينفذون كل ما يقوض السلام.

كلمات دلالية: