وقع اليوم الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي على استراتيجية سوناطراك الجديدة المتعلقة بالمناخ، إثر المراسم التي نُظمت بهذا الشأن بمقر المديرية العامة للشركة والتي أشرف عليها وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب.
وجرت مراسم التوقيع بحضور وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فازية دحلب، إلى جانب رؤساء كل من وكالة ضبط المحروقات والوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، وكذا كبار المسؤولين عن مختلف المؤسسات المعنية بمسألة المناخ، بالإضافة إلى إطارات مسيرة لمجمع سوناطراك.
وتندرج استراتيجية المناخ الجديدة لسوناطراك ضمن أهداف التنمية المستدامة واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تلتزم بها الجزائر وفي هذا الصدد، ترتكز استراتيجية سوناطراك الجديدة للمناخ على عدة محاور مثل الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ورفع مستوى إدماج الطاقات المتجددة وكذا تطوير حلول احتجاز الكربون الطبيعي والتكنولوجي،
كما تهدف إلى تحقيق التوازن بين انبعاثات الغازات الدفيئة وامتصاصها عبر مصارف الكربون خلال النصف الثاني من القرن. وأكد الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي التزام سوناطراك باعتماد مقاربة مسؤولة للمساهمة في التنمية المستدامة للبلاد، في ظل احترام البيئة والتساوق مع الجهود الدولية الرامية للحد من الاحتباس الحراري الى أقل من 2 درجة مئوية، مجددا تأكيده على أن طموح سوناطراك في النصف الثاني من القرن يتمثل في تحقيق توازن بين الانبعاثات من الغازات الدفيئة و بين قدرات إزالتها بواسطة بواليع الكربون و استهداف التقليل من حرق الغاز والانبعاثات العاربة للميثان.
إطلاق سوناطراك مشروع غرس أكثر من 400 مليون شجرة. كشف مسؤولو سوناطراك عن اعتماد مشروع ضخم يتضمن على مراحل غرس أكثر من 400 مليون شجرة على امتداد مساحة تزيد عن 520 ألف هكتار على مدى 10 سنوات، ويتم تجسيده بمشروع نموذجي من سنتين يشمل 10 مليون شجرة.
من جانبه، أكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أن قطاع النفط والغاز يمر بمرحلة حاسمة تحددها المتطلبات البيئية، والحاجة الملحة إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والانتقال إلى مصادر الطاقة المستدامة.
ولمواجهة هذه التحديات، يتوجب علينا توفير حلول مناسبة وواضحة لكي نضمن أمننا الطاقوي مع تقليل الأثر البيئي لأنشطتنا." وأوضح الوزير أن "الجزائر ملتزمة التزامًا قويًا بتعزيز مكانتها كمورد موثوق للطاقة على الساحة الدولية.
ويبقى الغاز الطبيعي، باعتباره طاقة محورية للتحول الطاقوي العالمي، عنصراً أساسياً في هذه الاستراتيجية. بحيث تهدف بلادنا إلى ضمان أمنها الطاقوي مع تلبية الطلب المتزايد بطريقة مستدامة، وبالتالي تعزيز دورها كشريك دولي موثوق به في مجال الطاقة"، مضيفا أنه "من خلال الدمج بين إنتاج الطاقة التقليدية وتطوير الطاقات المتجددة، تعمل الجزائر على مواجهة التحديات البيئية بالتزامن مع ضمان أمنها الطاقوي على المدى الطويل.
وتساهم هذه المقاربة الطموحة والمسؤولة في جعل الجزائر قطباً فاعلًا وملتزمًا في عملية التحول الطاقوي في المنطقة".