38serv
شدد السفير الفرنسي بالجزائر ستيفان روماتيي على "وجود روابط عميقة بين الجزائر وفرنسا"، مؤكدا أن بلاده "بحاجة للجزائر".
وأبرز السفير في كلمته في احتفالية العيد الوطني لبلاده (14 جويلية) المنظم بمقر إقامته بالعاصمة بحضور عدد كبير من مسؤولي الحكومة الجزائرية والمدعوين سهرة أول أمس الأحد، أنه "في مواجهة الأزمات، لاسيما تلك التي تزعزع الساحل، والتحديات الأمنية ورهانات الهجرة، والأزمة المناخية وضرورة الانتقال الطاقوي، فإن بلدينا بحاجة لبعضهما البعض".
وعرج على الماضي الاستعماري لبلاده، والثقل الذي يشكله في وجه تقدم هذه العلاقات الثنائية، قائلا "لقد أدركت هنا أن التاريخ فرّق بيننا ووضعنا وجها لوجه ومزقنا وأصابنا بكدمات، ولا يزال يلاحق ضمائرنا أحيانا". متحدثا بنبرة تفاؤل "لكن الجغرافيا والمستقبل لا يمكن إلا أن يجمعا بيننا".
وفي رأي السفير، الذي تولي مهامه قبل حوالي عام، "يوجد الكثير أمام البلدين للقيام به"، اعتمادا على نقطة قوة حددها "في الجالية الكبيرة من المقاولين والمبدعين والمواهب الشابة التي لها موضع قدم في بلدينا، على ضفتي المتوسط، والتي يجب علينا أن نسهر على تنظيم تنقلها في أحسن الظروف".
وتطرق السفير روماتيي في كلمته إلى الاتصالات القائمة بين البلدين، وأهمية إعطاء العلاقات الثنائية مكانتها الحقيقية، سواء بين الدولتين او بين الحكومتين، وقال بهذا الخصوص" كانت الأشهر الفارطة جد واعدة، بفضل تكثيف الاتصالات رفيعة المستوى بين مسؤولينا، وبفضل العمل الصارم الذي قمنا به معا في سكينة وهدوء، بشأن الذاكرة والتاريخ، وكذا بفضل المسؤوليات التي نتحملها معا في نيويورك في مجلس الأمن، في وجه الأزمات التي تقسم العالم، بدء بالحرب التي لا تطاق على غزة".
ولم يفوت روماتيي في كلمته الإشارة إلى الوضع الداخلي الفرنسي، والخطر الذي شكله اقتراب اليمين المتطرف من قصر ماتيينيون والأغلبية البرلمانية، وانعكاسات ذلك على العلاقات الثنائية، قائلا "فرنسا تمر بمرحلة سياسية معقدة نوعا ما، لكنها رفضت بشكل صريح نداء التطرف، الذي كان سيعصف بالعلاقات مع الجزائر"، مبديا تفاؤله بمستقبل هذه العلاقات بعد تجاوز تهديد وصول "التجمع الوطني" إلى الحكم. وقال "نحن الآن أمام مسؤولية، بل واجب، الحفاظ على توجهنا والمضي قدما والعمل بعزم ومثابرة على إثراء العلاقات الثنائية الفريدة من نوعها، بما فيه صالح الجزائر وفرنسا وصالح شعبينا".
وحضر الحفل السنوي وزيرا العدل عبد الرشيد طبي والتعليم العالي كمال بداري، والمدير العام لمنطقة أوروبا بوزارة الخارجية، ومدير التشريفات بوزارة الخارجية ومدعوين من الجالية الفرنسية ومزدوجي الجنسية، وفق ما ذكره السفير الفرنسي.