الجالية الجزائرية أكبر المستفيدين في تشريعيات فرنسا

+ -

كانت الجالية الجزائرية والمغاربية عموما بفرنسا، نصب أعين اليمين المتطرف، عبر اتخاذ إجراءات "فورية" أفصح عن بعضها في برنامجه الانتخابي، غير أن عدم فوز هذا التيار المتشدد بالأغلبية المطلقة في الجولة الثانية، أمام صعود الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم قوى اليسار والاشتراكيين والإيكو لوجيين ومعهم الأغلبية الرئاسية المعتدلة، أبعد الجاليات عن قوانين تعسفية كانت متوقعة، وجعلها المستفيد الوحيد في التشريعيات التي "لم يفز فيها أحد" على حد تعبير الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

شكلت وضعية الـ "ستاتيكو" التي أفرزها هذا الاستحقاق المثير للجدل، وما تلاه من مفاوضات عسيرة لتشكيل أغلبية الى غاية الآن، ما يمكن تسميته بـ "درع حماية" ولو مؤقت، للجالية الجزائرية والمغاربية، من برنامج اليمين المتطرف، الذي تضمن تصورات وأفكار متشددة إزاء مزدوجي الجنسية والهجرة .. كما جعل الأجانب في وضع مريح في الجمعية الوطنية حيث تناقش وتعدل مشاريع القوانين.

وبعدما جرت العادة على بروز قطبين او تيارين في فرنسا، لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، تمخضت التشريعيات عن ثلاثة أقطاب سياسية متكافئة تقريبا من حيث عدد المقاعد وغير منسجمة إيديولوجيا وفي البرنامج الانتخابي، ما صعب من تشغيل "الآلة" التشريعية بأمان.

هذا الوضع "المتكافئ" يصب في مصلحة مزدوجي الجنسية وأكثرهم من الجزائريين وبلدان شمال إفريقيا، ويضعهم في منأى عن مشاريع قوانين قد يمررها بسهولة اليمين المتطرف أو قرارات حكومية محتملة كان التيار المتشدد سيتخذها بشكل فوري، في حين سيبقى له، في هذه الحالة، سوى هوامش في القدرة على اقتراح تعديلات والضغط بمداخلات وبآليات الرقابة المتاحة على مستوى الهيئة التشريعية.

وكان اليمين المتطرف قد كشف عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، ويأتي في مقدمته "عدم السماح لمزدوجي الجنسية بشغل مناصب استراتيجية في مجال الدفاع لممارسة الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للأمة".

وبالنسبة لملف الهجرة الذي يعد واحدا من أهم الهواجس التي تؤرق تيار اليمين المتطرف، لدرجة يستعملها كورقة انتخابية لتخويف الفرنسيين، فإن التيار المتشدد يعتبره بمثابة "مشروع التجمع الوطني"، و"الحالة الطارئة" لحكومته المحتملة.

ومن أجل ضمان "السيطرة على الهجرة"، أكد زعيم التيار، جوردان بارديلا رغبته في إلغاء قانون الأراضي الشهير، الذي يمنح حق الجنسية لكل من يولد في على التراب الفرنسي، رغم تقييده بإجراءات بيروقراطية عديدة، وذلك من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل لتجسيد تصوره.

وعلى صعيد المفاوضات، لا تزال الأحزاب في حالة "مخاض عسير"، حيث وقالت المديرة العامة لمعهد روبرت شومان لفرانس برس، باسكال جوانين "لسنا معتادين في فرنسا على تشكيل ائتلاف على مستوى الجمعية الوطنية"، مشيرة أن "جميع الدول تقريبا تعرف كيف تفعل ذلك، لكننا نحن لا نعرف"، معتبرة أن فرنسا تدخل حاليا "المجهول" لعدم امتلاكها "البرمجيات" السياسية المجدية.