أكد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزكشيان أنه يمد يده إلى دول الجوار في الخليج لتعزيز التعاون والتعاضد الإقليمي، مشيرا إلى أن الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الإيرانية هي توسيع التعاون مع الجيران، وتوطيد العلاقات مع الدول الجارة.
وقال الرئيس مسعود بزكشيان في مقال نشره في صحيفة" العربي الجديد": "بداية عهدي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أود أن أخاطب أخواتنا وإخواننا وجيراننا في المنطقة، لكي نخطو معاً على طريق الحوار البنّاء وتعزيز التعاون والتضامن بين شعوب المنطقة ودولها. ترشدنا إلى ذلك مبادئنا السامية المتمثلة في تعاليم القرآن الكريم الخالدة".
وأضاف الرئيس الإيراني:"نحن جميعاً نعيش في جغرافيا واحدة، فعلينا أن نتكاتَف ونتّحد بهدف الوصول إلى الحياة الطيّبة التي تمثّل الهدف السامي للإسلام وجميع الأديان السماوية، ولأجل هيكلة منطقةٍ قويةٍ تعتمد على قوّة المنطق وليس منطق القوّة، وهذا يتطلّب توظيف جميع عناصر القوة الوطنية، وفي مقدّمتها دعم شعوبنا والقوى الحية في الأمة الإسلامية"، مضيفا "لن يتحقّق الازدهار والتقدّم ما لم نحقّق الانسجام في منطقتنا، وما لم نتعاوَن لأجل مستقبلٍ مشرقٍ، إن استغلال النعم الإلهية والموقع الجيوسياسي ـ الإستثنائي لمنطقتنا على نحوٍ صحيح".
وأبدى الرئيس بزكشيان انحيازا واضحا ومبكرا إلى ما وصفه "الحوار العميق والبنّاء والهادف إلى التعاون على مختلف الأصعدة والمجالات هو السبيل الوحيد لاجتياز التحدّيات والاضطرابات الراهنة، ومن شأن هذا السبيل أن يحقق الاستقرار والأمن المستداميْن، ويتيح لشعوب المنطقة الاستفادة من مواهبها وثرواتها" .
وقال الرئيس "بداية عملي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولأجل تحقيق هذا الهدف المنشود، أمدّ يد الصداقة والأخوّة إلى جميع الجيران ودول المنطقة لإطلاق حركةٍ حقيقيةٍ وجادّة في مسيرة التعاون، حيث لإيران وجيرانها العرب والمسلمين مواقف ومصالح مشتركة في كثيرٍ من القضايا الدولية والإقليمية، فنحن جميعاً نرفض احتكار قوى محدّدة ومعيّنة قرارات العالم، كما نرفض تقسيم العالم والاستقطاب على أساس مصالح القوى العظمى".
واعتبر الرئيس الجديد أن "شعوب المنطقة تستحقّ أن تحظى بالتنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي، فعلى الحكومات مساعدة بعضها بعضاً لأجل الازدهار والتقدّم". وهنا أعلن استعداد إيران للمشاركة في مشاريع التنمية الاقتصادية وتنمية البنى العمرانية وممرّات النقل بين دول الجوار، كما أنها مستعدّةٌ أيضا لإشراك هذه الدول في ممرّي "الشمال ـ الجنوب" و"الشرق ـ الغرب" داخل أراضيها. مشددا على أن الأولوية القصوى للسياسة الخارجية الإيرانية هي توسيع التعاون مع الجيران، وتوطيد العلاقات مع الدول الجارة، وستعمل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية معها على أساس الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول، إذا ما أبدت دول المنطقة تعاوناً نشيطاً وثنائياً.
ودعا الرئيس الإيراني بزكشيان إلى تعاون إقليمي لدعم قضية فلسطين والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في غزّة بوجه العدوان الوحشي للمحتل الصهيوني.