ابرز ماقاله الرئيس تبون في اللقاء الإعلامي (فيديو)

38serv

+ -

شدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ليلة الخميس، على أنّ "الجزائر مرت إلى مرحلة أخرى وصارت فوق كل اعتبار"، مبرزاً أنّه إن حُظي بتزكية شعبية للعهدة المقبلة، فإنّ الأخيرة ستكون محطة "تسمح بترسيخ أكبر لما جرى الشروع فيه منذ العام 2019".

برسم اللقاء الإعلامي الدوري الذي بُثّ سهرة اليوم الخميس على القنوات التلفزيونية والإذاعية، طمأن الرئيس تبون الجزائريين بالتأكيد: "خرجنا من عنق الزجاجة، وتجاوزنا ضياع الفرص واختلاسات النظام السابق"، مضيفاً: "نحن في الطريق السليم، والشعب يمايز بين الديماغوجية والواقع، وكلمة الجزائر اليوم صارت مهابة في كل الميادين". 

وتابع رئيس الجمهورية: "حضوري قمة السبع مؤخراً بإيطاليا، يعتبر مؤشراً على استرجاع مكانة الجزائر، كما أنّ دفاعنا عن الشعوب المستضعفة والمقهورة صار محل اعتراف دولي"، ولفت الرئيس إلى أنّ "الجزائر تتعامل بندية وتحرص على تبادل المصالح وقوة الداخل تنعكس على الخارج".

وبشأن ما طبع الاحتفالات بالذكرى الـ 62 لعيدي الاستقلال والشباب عبر عواصم العالم، سجّل رئيس الجمهورية أنّ "ما قامت به الجزائر نحو مغتربيها في زمن الكوفيد لم تقم به أي دولة، كما أنّ سفاراتنا وقنصلياتنا غيرت كثيراً من طرق التعامل مع المواطنين، لذا صار جزائريو الخارج يدركون جيدا أن ورائهم الدولة، ويتشبعون بالروح الوطنية إلى درجة الشوفينية". 

الجزائر الجديدة لا تقبل التصرفات القديمة

جدّد الرئيس تبون رفضه لممارسات العهد البائد، وصرّح في يقين: "ولّى عهد الصور الكبيرة وإطارات المنصات، والجزائر الجديدة لا تقبل التصرفات القديمة".

ولاحظ رئيس الجمهورية أنّ "الشعب انتصر على الثورة المضادة رغم الرواسب والبقايا والمندسين"، جازماً أنّ "المدارس القديمة لخلق اللااستقرار والطابور الخامس فشلا"، وأبرز أنّ "الكثير من الدول تهاب استقرار الجزائر لأنّ ذلك سيدفع لتعميق اتجاهات القوة، وهو ما لا يروق لمن لا يريدون للجزائر خيراً"، واستطرد: "سفير سابق من جماعة الطابور الخامس تمنى المصائب لوطنه!".

الشعب هو من حقّق جميع الانتصارات ولست أنا

نوّه الرئيس تبون إلى أنّ "الانتصارات كلها لم تكن انتصاراتي بل انتصارات الشعب"، وقال: "إن زكى الشعب مسعى العهدة المقبلة، فإنّ الأخيرة ستشهد ترسيخاً أكبر لما شرعنا فيه قبل خمس سنوات"، محيلاً على أنّ أزمة الكوفيد استهلكت الكثير من وقت العهدة الأولى، ما يجعل المرحلة القادمة أوسع نطاقاً.

وعاد رئيس الجمهورية ليجدّد القناعة المتكرسة في الجزائر: "لدينا مبادئ ولن ننبطح وذاك ليس من شيمنا والجزائري سيظل واقفاً".

وفي مقابل تأكيده: "فخور بما وصلنا إليه بفضل جهود الجميع"، أبدى رئيس الجمهورية "امتنانه للثقة التي منحها له الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وعموم الشباب".

وانتهى الرئيس تبون إلى معاتبة "من يغضون الطرف عن الحقائق إرضاء لأسيادهم"، قائلاً: "السيد يبقى هو الشعب الجزائري"، وبشأن مؤدى رئاسيات السابع سبتمبر المقبل، ركّز رئيس الجمهورية على أنّ للجزائريين "الحقّ في القبول والرفض، والسيادة ستظلّ للشعب".

ما حققته الجزائر في المجال الاقتصادي يمهد لجعل اقتصادها ضمن الاقتصادات الناشئة

كما أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن المؤشرات الإيجابية التي حققتها الجزائر على الصعيد الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة تمهد لجعل اقتصادها ضمن اقتصادات الدول الناشئة.

وصرح رئيس الجمهورية قائلا:" أعتقد أن كل ما قمنا به كان أساسا و لبنة أولى لجعل اقتصادنا اقتصاد دولة ناشئة بأتم المعنى"، مجددا في هذا السياق التزامه بأن يرتفع الدخل القومي للجزائر "إلى 400 مليار دولار سنويا افاق 2027 كحد أقصى"، مشيرا إلى أن "جميع المؤشرات المعلن عنها حقيقية ومعترف بها من المؤسسات الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي".

وفي معرض حديثه عن بعض هذه المؤشرات التي تثبت "قوة" الاقتصاد الوطني حاليا، ذكر رئيس الجمهورية ارتفاع مداخيل الدولة و توقف نزيف الخزينة العمومية واسترجاع مليارات الدولارات من الأموال المنهوبة و تسجيل آلاف الاستثمارات لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار ورفع قيمة الصادرات خارج المحروقات مع وقف واردات عدة مواد وعلى رأسها واردات مواد البناء التي كانت تساهم في رفع كلفة السكنات المنجزة.

وأكد في هذا الإطار أن زياراته لولايات الوطن أبرزت أن "الشعب راض" عن ما تم تحقيقه في مجال التنمية لافتا الى أن "الشعب أصبح يميز بين الديماغوجية و الواقع، بين الكذب و الحقيقة".

الدولة ملتزمة بتوفير سكن لائق للمواطنين

وبخصوص ملف السكن، جدد رئيس الجمهورية التزام الدولة بتوفير سكن لائق للمواطنين، مع القضاء تدريجيا على ما تبقى من السكنات الهشة، مؤكدا أن البرامج المعلن عنها مبنية على توفر القدرات المالية الكفيلة بتجسيدها.

و تابع قائلا:" لقد خرجنا من عنق الزجاجة (..) و قطعنا أشواطا كبيرة لوضع الجزائر على السكة التنموية، وجعلها قوة اقتصادية، تلبية لاحتياجات المواطنين".

و اعتبر رئيس الجمهورية أن هذا النجاح المحقق يبقى "جزئيا" لأن "المسيرة لازالت طويلة"، معلنا عن ترشحه لعهدة رئاسية ثانية استجابة لرغبة المواطنين و قصد استكمال هذه المسيرة.

نزيف الخزينة العمومية انتهى واسترجعنا ملايير الدولارات

طمأن الرئيس، المواطنين بأنّ "نزيف الخزينة العمومية انتهى"، مؤكداً "استرجاع الجزائر ملايير الدولارات المنهوبة"، وأضاف: "الخصم قبل الصديق معترف بالنجاحات الاقتصادية للجزائر وارتفاع الدخل القومي، وهو ما يجعلنا نتفاءل بالقادم".

وأبرز رئيس الجمهورية: "صرنا نصدر الحديد والاسمنت وننجز السكنات بإمكانياتنا، كما أنّ ألف مدرسة ستكون مجهّزة بالألواح الإلكترونية بدل المحافظ، ما يجعل الجزائريين واعون وواثقون بأنّ بلادهم بدأت في دخول المنطقة الآمنة". 

التنمية في تيزي وزو دخلت مرحلة جديدة وكلي آذان صاغية

في تعليقه على شهدته زيارته الميدانية لولاية تيزي وزو، الأربعاء، أكّد الرئيس تبون أنّ: "التنمية في تيزي وزو دخلت مرحلة جديدة"، وأبرز حرصه: "كلي آذان صاغية، فتيزي وزو تستحق كل العناية، ووجب التركيز على خلق المناطق الصناعية".

وإثر وضعه حجر الأساس للمركز الاستشفائي الجامعي الجديد بتيزي وزو، بطاقة استيعاب تناهز الخمسمئة سرير، شدّد رئيس الجمهورية على رفضه لما ظلّ قائماً في عاصمة جرجرة ومناطقها، بقوله: "غير مقبول أن تسير تيزي وزو بالإرث الصحي الاستعماري"، في إشارة إلى ما ظلّت الولاية تكابده جرّاء الوضع المزمن للمركز الاستشفائي الجامعي الحالي محمد نذير، الذي لا يزال يستقبل مرضى الولايات المجاورة ويعرف ضغطاً كبيراً.