+ -

سورة الأنعام من سبع القرآن الطوال، وهي سورة مكية، وترتيبها 55 من حيث النزول. نزلت بعد سورة الحجر، وقبل سورة الصافات، وعدد آياتها 167 آية.

سميت بهذا الاسم؛ لورود ذكر الأنعام فيها، تعبيرا عن أهم ثروات بيئة العرب، وإحدى أهم ما يعتمدون عليه في معايشهم وأعمالهم. ونزلت جملة واحدة؛ ردا على المشركين الذين أنكروا البعث والنشور، وطعنوا في نزول القرآن على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم.

تدور السورة حول قضايا الإيمان الكبرى، ورغم طولها، إلا أنها خلت من قصص الأنبياء سوى حوارين لسيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه وعبدة الكواكب، كما أنها لم تفصل أحكام العبادات أو العقوبات أو الأسرة أو الحديث عن أهل الكتاب، على خلاف نسق طوال سور القرآن.

بدأت سورة الأنعام بحمد الله تعالى والثناء عليه وذكر صفات وحدانيته، وموجبات الخضوع له وعبوديته سبحانه، وهو مُنشئ الكون وخالق السماوات والأرض، ومقلب الليل والنهار. وعرضت عددا من قضايا العقيدة، ومظاهر قدرة الله في الكون، بأسلوبٍ استفهامي يُثير الأذهان ويشوقها للإجابة، ثم أجابت عنها؛ مستدلة بالحجج والبراهين، كما قررت أن الجاحدين بآيات الله المستكبرين عن سماع وحيه، لا تكفيهم المعجزات الدالة على وحدانية الله وقيوميته وقدرته