يرى المحلل السياسي المختص في الشأن الإفريقي والفرنسي، محمد بوشيبة، أن خسارة اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الفرنسية تضمن استمرار العلاقات بين الجزائر وفرنسا في مسار التقارب الأخير، معتبرا أن الجالية ارتاحت من تهديد اليمين المتطرف الذي شهدته خلال الحملة الانتخابية.
قال بوشيبة في اتصال مع "الخبر" إن نتائج الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا كانت مفاجئة، خاصة مع احتلال الجبهة الشعبية الجديدة لتحالف اليسار المركز الأول، وهذا ما سيدفع الرئيس ومعسكره إلى ضرورة التحالف مع الجبهة الشعبية رغم أن هناك حسابات سياسية أخرى حول من هي الأحزاب التي سيتحالف معها.
وتابع: "سيشكل كذلك حكومة ائتلافية وستكون هناك وجوه من اليسار والوسط الفرنسي واليمين الذي هو متحالف مع ماكرون، وبالتالي فإن الحكومة المقبلة قد تشهد نوعا من عدم التعايش بحكم تواجد العديد من التيارات السياسية فيها".
وفي تعليقه على انعكاسات نتائج الانتخابات على العلاقات الجزائرية الفرنسية قال المتحدث: "لاحظنا خلال الأشهر الماضية نوعا من التقارب والهدوء في العديد من الملفات ورأينا كيف كان لقاء الرئيس تبون مع ماكرون في إيطاليا وتلك الصور التي أظهرت أن هناك نوعا من التفاهم بين البلدين".
وأكد بوشيبة أن العلاقات ستستمر على نفس المسار، مشيرا إلى أنها كانت تتأثر جدا لو فاز اليمين المتطرف بالنظر إلى مواقفه التاريخية المتطرفة من العلاقات مع الجزائر.
وأضاف: "مع خسارة اليمين المتطرف ستستمر على نفس النهج مع ماكرون، وحتى لو كانت الحكومة يسارية أو وسطية أو حتى يمينية لن تتأثر هذه العلاقة لأنها ترتبط بمصالح مشتركة".
ولفت المتحدث إلى موضوع الذاكرة الذي يجمع البلدين، إلى جانب الجالية الجزائرية الكبيرة الموجودة في فرنسا، خاصة أن لديها تأثيرا كبيرا على المشهد السياسي الفرنسي.
ويستبعد المتحدث أن تمس نتيجة الانتخابات الجالية الجزائرية، لافتا إلى أن الأخيرة شاركت في الانتخابات بقوة وصوتت لأنها تعرف أن مصيرها مرتبط بنتائج الانتخابات، ليس من جانب احتمال طردها ولكن من جانب المشاكل التي ستواجهها مع الحزب اليميني الذي تحدث عن موضوع الجنسية المزدوجة.
وبعد خسارته الانتخابات لن تكون الحكومة المقبلة بشعارات سياسية ضد المهاجرين، كالتي اعتمدها اليمين المتطرف.
وختم بوشيبة مؤكدا أن الجالية الجزائرية التي لها دور هام في المشهد الاجتماعي والاقتصادي في فرنسا لن تواجه مشاكل أو هجومات كالتي تعرضت لها في الحملة الانتخابية من قبل اليمين المتطرف الذي لا يملك أي رؤية مستقبلية خارج الحديث عن الجالية والأمن.