"ضربة انطلاقة" عهد جديد للعميد

+ -

أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم، على تدشين ملعب علي عمار المدعو علي "لابوانت" بالدويرة، المخصص لنادي مولودية الجزائر، بحضور الفريق أول، السعيد شنقريحة، قائد الأركان، ووزير السكن، طارق بلعريبي ووزير الشباب والرياضة، عبد الرحمان حماد، ووالي الجزائر العاصمة، عبد النور رابحي، ورئيس "الفاف" وليد صادي، ورئيس النادي الهاوي لمولودية الجزائر، محمد خالدي، ورئيس مجلس إدارة العميد، عبد الحكيم حاج رجم، المدير الفني الرياضي للنادي، محمد مخازني ولاعبين سابقين للعميد وأفراد من عائلة الشهيد علي "لابوانت، ومسؤولي النادي الهاوي لمولودية الجزائر إلى جانب مسيري شركة العميد وعدد من الصحفيين.

الحدث كان مهما وتاريخيا بنفس قيمة هذا النادي العريق باسمه وتاريخه، الذي تأسس سنة 1921 وأصبح منذ ذلك الوقت عميد الأندية الجزائرية ومرجعا أيضا في المسار الرياضي والثوري والتاريخي أيضا، كون عميد الأندية الجزائرية انتظر  مئوية تأسيسه وتعداها بثلاث سنوات حتى جهز، أخيرا، الملعب الذي جعله رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تاجا على رأس عائلة النادي الكبيرة والمنتشرة في كل ربوع الوطن، والتي ظلت لسنوات بل وعقود تنتظر بفارغ الصبر الارتقاء إلى تلك الدرجة العليا المتواجدة فيها الأندية المصنفة كبيرة عبر العالم، والتي ترتكز أساسا على العامل الرئيسي، ونعني به الملعب ومركز التدريبات.

ولأن العهد الجديد حمل فعلا وعودا حقيقية من طرف رئيس الجمهورية، فإن صدمة النادي قبل سنوات، بعدم الحصول على ملعب فرحاني، رغم الوعود التي تلقاها النادي في عهد الرئيس الراحل، الدكتور محمد مسعودي، حلت محلها اليوم فرحة رسمها رئيس الجمهورية، عبد المجيد  تبون، في عيون العائلة الكبيرة للنادي الكبير مولودية الجزائر، وهي عائلة ناب عنها في مراسيم تدشين الرئيس تبون لملعب علي عمار عدد من اللاعبين السابقين للعميد من مختلف الأجيال، على غرار ناصر بويش وناصر مشدال وعبد الوهاب زنير والدكتور الزبير باشي وطارق لعزيزي ومصطفى مازة، ويوسف فرحي، ومحمد خزروني وعمر بتروني ومحمد آيت موهوب ومجيد أودينة وفيصل قطوش إلى جانب علي بن شيخ.

وما كان بالأمس القريب والبعيد مجرد حلم، تحول اليوم إلى حقيقة، فنادي مولودية الجزائر، المتوج بلقب بطولة الموسم المنقضي وهو يراهن على تحقيق ثنائية بمناسبة مشاركته أمام الوصيف شباب بلوزداد في نهائي كأس الجزائر بعد غد الجمعة بملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي، رافق إنجازه الرياضي مكسبين، الأول يتمثل في أن النادي استقر على "عنوان" يخصه لإقامة تدريبات مختلف الفرق بدخول مركز تدريبات زرالدة حيز الخدمة، والثاني يتمثل في فضاء يملكه لإجراء مبارياته، بعدما شهدت الفترة التي سبقت المئوية ترحالا للعميد الذي ظل ناد دون عنوان.

هي لحظة تاريخية في محطة مسار ناد تاريخي، وهو يتأمل بعيون أفراد عائلته في إشراف رئيس الجمهورية على تدشين ملعب حمل اسم الشهيد علي عمار، حيث قام الرئيس تبون، أيضا، بتحية وشكر الحضور وأخذ صور تذكارية مع مجموعة من اللاعبين الشبان للنادي المتواجدين فوق أرضية الميدان وسط أجواء من الفرحة سادت فضاء الملعب التاريخي.

ولأن علي اسم له تاريخ ثوري خلده الخيار الجميل بجعل ملعب الدويرة تعلوه لوحة عملاقة مكتوب عليها علي عمار المدعو علي "لابوانت"، فإن اسم علي طاف أيضا في فضاء الملعب وفوق أرضيته، وخلده رياضيا في مراسيم التدشين علي بن شيخ نجم العميد الأسبق وصاحب الشعبية نفسها اليوم، حتى أن الرئيس تبون تجاذب أطراف الحديث مع "عليلو" على هامش المراسم، مؤكدا على أن الملعب "يعتبر مكسبا وجب المحافظة عليه"، ليضيف الرئيس تبون أن ملعب علي عمار هو امتداد لمكاسب سابقة للكرة الجزائرية في مختلف مناطق الوطن التي استفادت من هياكل رياضية وملاعب مختلفة بمقاييس عالمية، مضيفا وهو يتحدث مع بن شيخ "لدينا ملاعب كبيرة ونحن نرحب بالهيئات الكروية العالمية".

وكان الرئيس تبون قد حرص على القول، في تصريحاته بملعب علي عمار أن "الجزائر أصبحت قطبا رياضيا عالميا ... أحب من أحب وكره من كره"، مضيفا في السياق "بلا مزية حتى واحد"، مؤكدا أيضا: "نثني على جهود وزارة السكن التي حقيقة أنقذت المشروع، بعدما كاد أن يكون في خبر كان"، مشيرا أيضا أن الملعب كلف أموالا كبيرة للخزينة، ليضيف في سياق تثمين المكاسب أن "الفريق الذي سيشرف على تسيير هذا الملعب ماشي خسارة فيه .. وماشي خسارة في شبابنا" .

يجب الاعتراف، مرجع الأندية الجزائرية رياضيا وتاريخيا ينهي مرحلة الانتظار في احتفالية مئوية التأسيس، لن يتوقف حتما في "ضربة انطلاقة" رئيس الجمهورية لملعب الدويرة الذي جعله مكسبا لعائلة العميد، بل هي "ضربة انطلاقة" أعطاها الرئيس لعهد جديد لهذا النادي العريق، الذي يمثله النادي ويشرف على فرع كرة القدم فيه الشركة الرياضية التجارية، وأصبح الفريق المسير اليوم فاقدا للعذر وقد جعله الرئيس تبون، بتلك المكاسب، قادرا على الافتخار باسمه وتاريخه، ما يجعل رهان الافتخار بنتائجه تقع على عاتق هؤلاء.

ملعب علي عمار ليس أرضية ميدان فحسب، بل هو مرفق رياضي يضم أرضيتين للتدريب وأربع قاعات للعلاج والتدليك وفندق به 42 غرف، فضلا عن قاعات.

ويضم الملعب ست مداخل وحظيرة لركن سيارات المشجعين يتسع لنحو 3260 سيارة وحظيرة أخرى لمصالح والحماية المدنية وكبار الشخصيات إلى جانب أربع غرف لتغيير الملابس. 

ليختم الرئيس حديثه مع "عليلو" بعبارة حملت لمسة فنية ساحرة من '"التمريرة العمياء" الشهيرة للنجم لخضر بلومي، بقوله لبن شيخ مبتسما "لكنك اليوم لم تعد تراوغ مثل زمان.."، وقد حمل الكلام في الواقع عبارة تقدير جميلة من رئيس الجمهورية للاعب علي بن شيخ، وجعل الرئيس تبون من "ضرب الكرة" بطريقة فنية راقية، أقوى اعتراف وأجمل شهادة على أن "علي" كان فعلا في عهده نجما فوق العادة يمتع الجماهير، وكان حقا "ملك المراوغات" دون منازع.