متى يرى العالم جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين؟

38serv

+ -

بالموازاة مع تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية على يد الجلاد الصهيوني، تبرز معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال كجزء مظلم آخر في مسار الكفاح من أجل استرداد الأرض، حيث يروي المحتجزون المحررون منهم أم من بقي وراء القضبان، قصصا مروعة عن تعرضهم للتعذيب "والقتل البطيء" من خلال إتباع إجراءات تعسفية لا إنسانية أدانتها أغلب منظمات حقوق الإنسان، لكن دون أن تتمكن من وقف الجريمة.

الأوضاع المأساوية التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني، تبدأ من الحرمان من العلاج، من خلال اللجوء مثلا إلى بتر أقدام الأسرى الذين يعانون مرض السكري بدلاً من علاجهم، مما أدى إلى تردي حالتهم الصحية والنفسية، مرورا بتجويعهم من خلال حرمانهم من الأكل والشرب، وصولا إلى تعذيبهم جسديا ونفسيا.

وسلط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين مجددا بعد أن أفرج الاحتلال الصهيوني عن مدير مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، الدكتور محمد أبوسلمية رفقة العشرات من الأسرى، بعد اعتقال دام أشهرا، بسبب "الاكتظاظ في سجونه"، حيث تحدث الأسير المحرر عن المأساة التي يعيشها آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعمل على إخفائهم قسراً في ظروف لا إنسانية.

وقال أبو سلمية: "إنهم يتعرضون لأصناف مختلفة من التعذيب ومنهم من يموت في مراكز التحقيق"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يتعامل معهم، كأنهم أشياء، متابعاً: "وحتى الأطباء الصهاينة والأطقم الطبية التابعة لإدارة السجون تعتدي على المعتقلين والأسرى ضرباً في مخالفة للقواعد الإنسانية، ويقومون ببتر أقدام أسرى يعانون من مرض السكري بدلاً من تقديم العلاج لهم، ويحرم جميع الأسرى من حقوقهم وأدويتهم".

وأضاف: "لم تزرنا أي مؤسسة دولية في السجون الصهيونية، وكنا ممنوعين من الالتقاء بأي محام، وتركنا الكثير من المعتقلين خلفنا وهم في حالة صحية ونفسية سيئة جداً"، مستطردا: "لم يتناول المعتقلون والأسرى في سجون الاحتلال أكثر من رغيف خبز واحد يومياً منذ شهرين كاملين".

في غضون ذلك، قالت حركة حماس، إن حالة الأسرى المفرج عنهم اليوم وشهاداتهم تؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال، بينما اعتبر رئيسة للوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن إطلاق سراح أبوسلمية كان "خطأ جسيما وفشلا أخلاقيا، وهذا القرار اتخذ دون علم المستوى السياسي".

وبقدر "فرحة" الفلسطينيين بالإفراج عن أسير آخر من سجون الاحتلال، عكس القرار ذاته الانشقاق والانقسام الواضح داخل حكومة الاحتلال، التي يبدو أنها ستنهار قريبا، وذلك بسبب عدم التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري والأمني في اتخاذ القرارات، وهو ما اعترف به نتنياهو.

من جهته، قال جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" إنه تكلف إلى جانب الجيش الصهيوني بـ "إطلاق سراح عشرات من المعتقلين من غزة الذين هم أقل خطرا، بعد تقييم واسع للمخاطر بين جميع المعتقلين، ومن أجل توفير أماكن في معتقل سدي تيمان" المخصص لاحتجاز المعتقلين لفترات قصيرة.

بالمقابل، خرج وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، ليؤكد الإجراءات اللاإنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين، عندما أشار أنه منذ توليه منصبه كان من أهم الأهداف التي حددها لنفسه هو تفاقم أوضاع الأسرى في السجون، وتقليص حقوقهم إلى الحد الأدنى الذي يفرضه القانون، مضيفا: "إن كل ما نشر عن الأوضاع المزرية التي يعيشها الأسرى في السجن كان صحيحا".

وأكد المتطرف الصهيوني أنه في "العام الماضي وقبل الحرب على غزة، كانت هناك مطالبات بإصلاح أوضاع الأسرى في السجون، مبينا: "بعد اندلاع الحرب تمكنت أخيرا من تنفيذ الإصلاح الذي طال انتظاره، حيث أوقفنا الودائع المالية، وألغينا المقاصف، وأزلنا الأجهزة الكهربائية من الزنازين، وأوقفنا النزهة، وقللنا فترة إقامة الأسرى في الحمامات بشكل كبير، ألغينا حالة السماعة، وأوقفنا قائمة الطعام المتساهلة التي تم تحويلها إلى قائمة بسيطة".

وأشار إلى أن "الشاباك" وقف أمام محاولاته بتغيير ظروف الأسرى إلى الأسوأ، مشيرا أنه "من المحتمل جدًا أنه حتى بعد الانتهاء من إضافة السجون الجديدة المقترحة، سيظل العديد من الأسرى مكتظين في السجون.. لقد اقترحت بالفعل حلاً أبسط بكثير، وهو سن عقوبة الإعدام، وهو ما من شأنه أن يحل مشكلة الاكتظاظ، وهو التشريع الذي يعارضه الشاباك بشدة أيضا". وتمر هذه التصريحات العنصرية والسادية دون أي تعقيب أو "عقاب" من المنظمات الدولية، إلا بعض بيانات الاستنكار التي تطالب بتحسين ظروف سجن الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، في تصريحات صحفية: إن المرصد أصدر أربعة تقارير وثقت إعدام عشرات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وأشار إلى أن الأسرى يتم نقلهم مباشرة إلى المستشفيات نتيجة التعذيب، لافتا إلى أن الاحتلال يحاول إخفاء التعذيب رغم العلامات التي تركتها على أجساد الأسرى، وأشار إلى أن هناك تركيزا دوليا على الأسرى الصهاينة فيما يقتل ويموت آلاف الأسرى الفلسطينيين، واصفا الموقف الدولي تجاه ما يعانيه الأسرى بالخجول.