قضت المحكمة الأمريكية العليا بمنح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب نوعا من "الحصانة الجنائية على اعتباره رئيسا سابقا للولايات المتحدة"، في حكم يرجّح أن يؤدي إلى تأجيل محاكمته المتهم فيها بالسعي لتغيير نتائج انتخابات 2020.. في حين وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه السابقة القضائية بـ "الخطرة".
وأفاد مراسل مونت كارلو الدولية في واشنطن، أن قرار المحكمة الذي أيده ستة قضاة، ثلاثة منهم عينهم ترامب عندما كان في السلطة، فيما عارضه ثلاثة أخرون، أن الرئيس لا يحظى بأي حصانة عن أعماله غير الرسمية، لكن له الحق على الأقل بحصانة افتراضية عن أعماله الرسمية.
من جانبه، قال رئيس المحكمة، جون روبرتس، في رأيه المستند إلى الأغلبية، أنّ أي رئيس يحظى بحصانة مطلقة من الملاحقة الجنائية لأعمال رسمية قام بها وهو في السلطة، وأحال القاضي القضية إلى محكمة أدنى درجة لتحديد أي التهم التي تواجه الرئيس السابق ترتبط بسلوك رسمي أو غير رسمي.
وستقوم محكمة المنطقة بسلسلة إجراءات قبل المحاكمة، وبحكم الإجراءات المطولة، ستستمر الاجراءات إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن شأن ذلك أن يخلف تداعيات واسعة بالنسبة للسلطة التنفيذية والسباق إلى البيت الأبيض.
وعبر تقديم سلسلة مذكرات قبل المحاكمات، تمكّن محامو ترامب من تأجيل المحاكمات الثلاث الأخرى المرتبطة بمساعيه لقلب نتائج انتخابات 2020، وفي حال تم انتخابه من جديد، يمكن لترامب فور تنصيبه في جانفي 2025، أن يأمر بإغلاق القضايا الفدرالية في حقه.
وكان من المقرر أن تجري محاكمة ترامب في قضية الانتخابات في الرابع من مارس الماضي إلا أن المحكمة العليا، التي يهيمن عليها قضاة محافظون، وافقت في فيفري على الاستماع إلى مرافعته بشأن الحصانة الممنوحة للرئيس، مما جمّد القضية، بينما نظرت المحكمة فيها في أفريل الماضي.
من جانبه، اعتبر بايدن القرار "سابقة خطيرة" وحذّر من أنّ القرار يشكّل "سابقة خطيرة" تفتح الحدود لما يمكن لرئيس أن يفعله.
وقال بايدن في خطاب متلفز وجهه للأمة أنّ القرار "يخلق جوهريا مبدأ جديدا وسابقة خطرة لأنّ سلطات الرئيس لن تكون مقيّدة بالقانون بعد الآن"، ودعا الأمريكيين للحكم ضد ترامب يوم الانتخابات الرئاسية المنتظرة.
بالمقابل، رحب الرئيس السابق ترامب بما وصفه بالانتصار الكبير للديمقراطية والدستور، وعلّق على القرار قائلاً "أنا أفتخر بكوني أمريكيا".