شرع الأمين العام لحزب جبهة التحرير، عبد الكريم بن مبارك، في ترتيبات إعادة تنظيم البيت على مستوى القواعد، عبر تنصيب رؤساء اللجان الانتقالية الجدد في عدة محافظات محورية في التشكيلة الحزبية التي تستعد لخوض الرئاسيات كصهوة للرئيس تبون، في حالة أعلن رغبته في ذلك.
بعد أزيد من ثمانية أشهر من استلامه الأمانة العامة، وتجديد القيادة على مستوى المكتب السياسي ومحيطه الضيق بمستشارين ومعاونين، يجري بن مبارك على مقربة من الاستحقاق الرئاسي، عملية جراحية في الهياكل القاعدية وبالتحديد في اللجان الانتقالية على مستوى المحافظات.
وفي انتظار الذهاب إلى جمعيات عامة انتخابية بهذه الهياكل، غير بن مبارك المؤقت الذي عينه سلفه أبو الفضل بعجي، بالمؤقت الجديد، محدثا تغييرات في الاسماء على مستوى عدة لجان.
وشملت عملية التنصيب، لاديدي جمال، رئيسا للجنة الانتقالية لمحافظة البليدة، مع دمج محافظتي البليدة وبوفاريك ودبيشي الهادي، رئيسا للجنة الانتقالية لمحافظة درارية وبن ديدة عبد القادر، رئيسا للجنة بشار ودادو عبد النبي، رئيسا للجنة النعامة وراشدي محمد، رئيسا للجنة قسنطينة وعقابة نصر الدين، رئيسا للجنة المدية.
كما تم تعيين خليل الزين، رئيسا للجنة الطارف ومولاي الصديق حسين، رئيسا للجنة تيميمون وبستاتي خالد، رئيسا للجنة بجاية، ثم يازولي محمد، رئيسا في محافظة ادرار ومرزوقي عيسى بلمسيلة ومكفة رضا، في سوق أهراس.
وتأتي هذه العملية، وفق قيادة الحزب، "استكمالا لعملية التنصيبات التي باشرتها القيادة السياسية للحزب، بهدف ضخ دماء جديدة استعدادا للاستحقاقات القادمة".
كما ذكر الأمين العام ، ان الخطوة تأتي على خلفية "التقارير التي رفعها المشرفون الذين تم ايفادهم إلى الولايات"، مشددا على "ضرورة لم الشمل والمضي قدما في تعزيز القاعدة النضالية للحزب، من خلال فتح المجال لانخراط كل من يرغب في العودة إلى البيت الكبير".
وربط بن مبارك الاجراءات، بالاستعداد الأمثل من أجل القيام بعملية جمع الاستمارات لفائدة مرشح الحزب"، في تلميح بأن الرئيس تبون سيبدي رغبته في الترشح رسميا عن قريب.
وعلاوة على المبررات المقدمة رسميا، ثمة خلفيات وقناعات بضرورة التخلص من تركة الأمين العام السابق، بطريقة هادئة وتوافقية، من دون احداث شروخ وتصدعات في الحرب مجددا.
غير أنه لا وجود لريح من دون غبار او تحضير طبق بيض من دون كسر البيض، فقد حركت القرارات المتخذة للرمال الساكنة في الحزب، على أساس ان الأصح هو إجراء جمعيات عامة انتخابية وليس تغيير المؤقت بالمؤقت بالتعيين.
وساهم في تحريك الوضع رهانات تجديد الهياكل في المجلس الشعبي الوطني الأسبوع الماضي وهبوب الرياح بما لا يشتهي العديد من النواب، وهي توازنات يتعامل معها بن مبارك بحذر شديد.