توصلت الكفاءات الجزائرية إلى تطوير أول نموذج للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي سيكون قادرا على فهم وإنتاج الجمل باللهجات الجزائرية، وهو نموذج يعوّل عليه كثيرا من أجل كسر حواجز اللهجات المحلية، وتسهيل الوصول إلى المعلومات أمام كل الجزائريين في مختلف ربوع الوطن.
"هدرتنا"، يعدّ تطبيقا مطوّرا بعقول جزائرية، بحيث سيمكّن من ترجمة اللهجات المختلفة المستخدمة في البلاد عبر الإنترنت، وبالتالي تعزيز الوصول إلى المعلومات والاتصالات لجميع الجزائريين، بغض النظر عن منطقتهم الأصلية أو لغتهم الأم.
ويعود التطبيق المطوّر، لشركة "فينتك" وهي مؤسسة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، اشتغلت على إطلاق التطبيق بالشراكة مع البروفيسور مروان دباح وهو مختص في الذكاء الاصطناعي، بعد عمل مشترك دام لستة أشهر.
ويستند تطبيق "هدرتنا" حاليا إلى مجموعة من "2 جيغا توكنز" من البيانات النصية التي تم جمعها عبر الإنترنت، وهذا في ثلاث أبجديات، هي كل من العربية واللاتينية والتيفيناغ.
ومن جهته، أوضح البروفيسور مروان دباح، المدير العلمي للمشروع الذكي، خلال حفل إطلاق التطبيق، بحر الأسبوع المنقضي، "تتمثل رؤيتنا من خلال تطبيق هدرتنا في إنشاء جسر لغوي بين اللهجات المختلفة المستخدمة في الجزائر، مما يسمح لجميع الجزائريين بالوصول إلى أي معلومات بلهجتهم الأم، رغبة منا في المساهمة في الإدماج الرقمي لجميع الجزائريين " يقول.
كما أوضحت الشروحات المقدمة خلال تقديم التطبيق أيضا، إلى مساهمة الأخير في الحفاظ على الثروة اللغوية للجزائر، في وقت تتعرض فيه اللهجات الجزائرية، وهي ناقلات أساسية للثقافة والهوية الوطنية، للتهديد من قبل هيمنة اللغة العربية الفصحى والفرنسية.
ويمثل إطلاق التطبيق تحديا تقنيا كبيرا، بحكم افتقار اللهجات الجزائرية إلى الموارد التي يمكن استغلالها بسهولة بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، على عكس اللغة الإنجليزية التي لديها وثائق مكتوبة ورقمية واسعة النطاق.
وبإعلان التحدي، عمد مهندسو التطبيق إلى إطلاق الموقع الإلكتروني، www.hadretna.ai، الذي يفتح المجال لجميع الأشخاص الذين يرغبون في المشاركة في المشروع عن طريق تغذية التطبيق بترجماتهم وشروحاتهم.