38serv
تبادل الرئيس الأمريكي جو بايدن ودونالد ترامب الاتهامات في أول مناظرة بينهما قد تُشكّل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية.
وشملت الاتهامات المتبادلة قضايا مثل الإجهاض، وطريقة إدارة الاقتصاد، والحرب في أوكرانيا وغزة.
وتوجه المرشحان الرئيسيان للوقوف خلف منبريهما من دون أن يتصافحا. وجرت المناظرة في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، وهي إحدى الولايات التي يُرجّح أن يكون لها تأثير في الانتخابات.
وخلال نصف الساعة الأولى من المناظرة، بدا بايدن مترددا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترامب يشن هجوما تلو الآخر يتضمن عديدا من المعلومات المغلوطة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.
ورفض الرئيس السابق الذي لم يعترف يوما بهزيمته أمام بايدن في انتخابات 2020، التعهّد باحترام نتيجة الاستحقاق المقبل في الخامس من نوفمبر.
كما نفى مرة جديدة أي مسؤولية له في اقتحام أنصاره لمقرّ الكونغرس في واشنطن في السادس من يناير 2021.
وقال إن العنف السياسي "غير مقبول تماما"، وإنه سيقبل نتيجة الانتخابات "إذا كانت عادلة وقانونية".
وقال بايدن من جهته "الآن يقول إنه إذا خسر مرة أخرى، سيكون هناك حمام دم (...) هذا الرجل لا يدرك بتاتا معنى الديمقراطية".
في المسائل الدولية، اتهم ترامب خصمه بعدم مساعدة الصهاينة على "إنجاز المهمة" في قطاع غزة، قال ترامب "هو لا يريد القيام بذلك. أصبح أشبه بفلسطيني، لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيء جدا، فلسطيني ضعيف".
وتناول الخصمان مطولا مسائل جوهرية مثل التضخم والهجرة ودعم أوكرانيا.
وشن بايدن بصوت أجشّ أوضح فريقه أنه ناجم عن إصابته بنزلة برد، هجوما على ترامب حول موضوع حسّاس بالنسبة لمنافسه، آخذا عليه عمله "الفظيع" ضد الحقّ في الإجهاض.
كما اتهم ترامب بـ "الكذب" بتأكيده أن الهجرة غير القانونية تتسبّب بارتفاع نسبة الجرائم.
وقال ترامب إن شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومن بينها تراجع أوكرانيا عن المطالبة بعضوية في حلف شمال الأطلسي، "غير مقبولة"، مضيفا "هذه الحرب بين بوتين وزيلينسكي، سأجد حلّا لها بصفتي رئيسا منتخبا قبل تسلّم مهامي في 20 يناير".
وقال بايدن "بوتين هو مجرم حرب. قتل آلاف الأشخاص. وكان واضحا في أنه يريد إعادة ما كان يشكّل الامبراطورية السوفياتية. لا قطعة واحدة، إنما كل أوكرانيا (...). هل تعتقد أنه سيتوقف؟".
بعد انتهاء المناظرة، قال بايدن لدى توقفه في مطعم في جورجيا، "أعتقد أننا كنّا جيّدين"، مؤكدا أنه "من الصعب المناقشة أمام كاذب".
غير أن استطلاعا للرأي أجرته "سي إن إن" لدى مشاهدين أظهر أن ثلثي المستطلعين اعتبروا أن ترامب ربح المواجهة.
وفور انتهاء المناظرة، انتشرت في الصحافة ردود فعل تعبر عن هلع ودعوات إلى انسحاب بايدن صدرت عن ديمقراطيين لم يكشفوا هوياتهم.
وأقرّت مديرة العلاقات العامة السابقة لبايدن كايت بيدينغفيلد، في تعليق لـ "سي إن إن"، بأن "أداء (الرئيس) خلال المناظرة كان مخيبا للأمل حقا، ليست هناك طريقة أخرى لقول ذلك".
وقال الخبير السياسي لاري ساباتو لوكالة فرانس برس "كانت هذه كارثة بلا أي شك".
وفي محاولة لمعالجة الأزمة، اعترفت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بأن بايدن كان "بطيئا في البداية" لكنه برأيها "أنهاها بقوة".
كما وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" أداء بايدن في أول مناظرة تلفزيونية مع منافسه ترامب بـ "المتخبط بشكل أثار الفزع في صفوف الحزب الديمقراطي" وسط دعوات لاستبداله في البطاقة الرئاسية.