كاليدونيا الجديدة تلتهب من جديد

+ -

شهدت كاليدونيا الجديدة موجة جديدة من الاضطرابات والعنف، على خلفية توترات سياسية متصاعدة منذ أكثر من شهرين بين الحكومة الفرنسية والنشطاء المؤيدين للاستقلال في الأرخبيل.

وقالت المفوضية العليا الفرنسية في منطقة جنوب المحيط الهادئ إن النيران أضرمت النار في مبنى البلدية ومركز الشرطة والعديد من المباني الأخرى في أنحاء كاليدونيا الجديدة، مبينة أن الاضطرابات واسعة النطاق بدأت مساء الأحد، وتطلبت تدخلا "سريعا وحازما" من قبل عناصر إنفاذ القانون ورجال الإطفاء في مواقع مختلفة.

وذكرت أن الحرائق اندلعت في العاصمة نوميا، بينما أضرمت النيران في مباني الشرطة ومركباتها خارج المدينة في دومبيا، أما في الطرف الشمالي من الجزيرة الرئيسية، أضرمت النيران في مبنى بلدية كوماك ولكن "تمت السيطرة عليه بسرعة".

وأغلقت العديد من المدارس أبوابها اليوم الاثنين، وقالت نائبة رئيس كاليدونيا الجديدة، إيزابيل تشامبورو، إن حكومتها تعمل على خطة لضمان عودة المزيد من التلاميذ إلى دراساتهم بأمان.

ومن بين الذين نقلوا جوا إلى البر الرئيسي الفرنسي كريستيان تين، الذي اتهم فيما يتعلق بأعمال الشغب والنهب والحرق العمد الشهر الماضي التي قتل فيها تسعة أشخاص. وهناك أربعة نشطاء آخرين رهن الاحتجاز في كاليدونيا الجديدة.

وقال دانييل جوا، رئيس حزب اتحاد كاليدونيا، أكبر حزب سياسي مؤيد للاستقلال، إنه "مندهش" من نقلهم جوا إلى فرنسا. وتعود جذور الأزمة الحالية إلى شهر ماي الماضي، عندما اندلعت أعمال شغب وعنف على نطاق واسع في كاليدونيا الجديدة، احتجاجًا على إصلاح انتخابي كان من شأنه السماح للمقيمين طويلي الأمد بالمشاركة في الانتخابات المحلية.

وأثار هذا الإصلاح مخاوف السكان الأصليين "الكاناك" من أن يؤدي ذلك إلى تقليص تأثيرهم الانتخابي، ما قد يضع آمالهم في تحقيق الاستقلال خارج المتناول نهائيًا. وأسفرت أعمال العنف، ماي الماضي، عن مقتل 9 أشخاص، من بينهم اثنان من رجال الشرطة، بالإضافة إلى إلحاق أضرار واسعة النطاق بالمتاجر والمنازل والمنشآت التجارية.