عاد الحديث بقوة عن مشروع السد الأخضر بعد أن أعطى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أواخر أكتوبر 2023 بولاية الجلفة، إشارة اطلاق تجسيده، بهدف تعزيز مساهمة هذا الفضاء الهام والشاسع في تنويع الاقتصاد الوطني، في اطار مقاربة ايكولوجية وتنموية.
في مرحلة أولى، سيتم في آفاق 2026 غرس مساحات قوامها 400 ألف هكتار ثم 600 ألف هكتار بنهاية 2030.
وبهذا، سيتم رفع مساحة السد الأخضر، الذي صار بمثابة "مشروع وطني استراتيجي" حسب أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بمليون هكتار، حيث سينتقل من 3.7 ملايين هكتار حالياً إلى 4.7 ملايين هكتار عبر 13 ولاية سهبية.
وجرى إسناد هذا المشروع، في شطره الأول، إلى المكتب الوطني للدراسات الخاصة بالتنمية الريفية Bneder، وكذا مجمع الهندسة الريفية، مع إنشاء منصة تفاعلية ووضع مخطط رصد وتقييم للمشروع يسمح بالمتابعة الآنية له.
وستساهم في تأهيل وتوسيع السد الأخضر – الذي يعود الانطلاق فيه إلى بداية السبعينيات كأهمّ مشاريع التشجير في افريقيا – المؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة في إطار المناولة.
وترمي المقاربة الجديدة لتعزيز غرس الأصناف العلفية والرعوية لزيادة وحدات الرعي مع إنشاء شرائط غابية على طول الطرق وأحزمة خضراء حول المناطق المأهولة لاستغلال انتاجها من طرف الساكنة المحلية، في الوقت الذي ستمسّ فيه الأشغال صيانة مساحات الحلفاء.
وبولاية الجلفة، التي تعدّ "قلب السد الأخضر"، خُصّصت 70 هكتاراً سيتم تشجيرها بأصناف متنوعة كالبطم الأطلسي والخروب والزيتون واليرقان واللوز والصنوبر الحلبي والسرو.
ويشرف على المشروع بالولاية كل من وزارة الفلاحة والمديرية العامة للغابات ومحافظة الغابات للولاية.
وتقدّر مدة تجسيد العملية بـ 36 شهراً وفق المعلومات المقدمة على هامش إعطاء إشارة إطلاق أعمال الغرس.