عميد مسجد باريس ينتقد خطاب اليمين المتطرف

38serv

+ -

أبدى عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، ملاحظات ومواقف بخصوص النقاش الدائر في المشهد السياسي الفرنسي، بمناسبة التشريعيات المبكرة المبرمجة بعد أسبوع، موجها انتقادات لخطاب اليمين المتطرف والحلول التي يقترحها على الناخبين، مدافعا عن فرنسا كدولة قائلا انها " ليست عنصرية وإنما خائفة".

قال حفيز في مساهمة مطولة في نشرية أسبوعية للمسجد، أن شعارات التجمع الشعبي اليميني المتطرف، الذي يتزعمه جوردان بارديلا، ووعودهم بالمحافظة على الهوية وحمايتها والعودة إلى النظام التقليدي، "تبدو وكأنها إجابات بسيطة على أسئلة معقدة"، منبها من الانخداع من هذه البساطة والتصريحات، لكونها تمثل "انعكاس لعجز طبقتنا السياسية عن الاستجابة للتحديات المعاصرة بطريقة مطمئنة وفعّالة".

ودافع عميد مسجد باريس عن فرنسا كدولة، بالقول إنه لم يسأل عن فرنسا بأنها عنصرية؟ يجيب بأنها خائفة، مشيرا إلى أن ثمة حالات وخيارات تبدو غير عقلانية ومتأثرة بصور نمطية متأصلة.

وبالتالي فالأصح بالنسبة لرجل الدين، هو ضرورة "فهم أسباب هذا الخوف ومعالجته".

وتجاهل هذه المشاعر، في تحليل حفيز، لن يؤدي إلا إلى تعميق الفجوة بين المواطنين وممثليهم".

في حين أن الرد على هذا الخوف بالوصم والاتهامات بالعنصرية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور، يضيف المسؤول، في إشارة الى أن الاتهامات الجاهزة من قبل مختلف الأطراف ستؤدي الى طريق مسدود وتقوض مبدأ التعايش بين كل ما هو مختلف، وقد يسقط سريعا الى مستنقع العنف والكراهية والتطرف.

وعبر المتحدث عن دهشته وحزنه من إلصاق تهمة الخوف وتقويض قيم الجمهورية بالإسلام، والمظاهرات المصاحبة لهذا الطرح، مثلما تحدث في ليون الاسبوع المنصرم، موضحا أن هذه الحركات تستغل المخاوف المشروعة للمواطنين، لتعزيز رؤية فرنسا باعتبارها دولة منغلقة ومتقوقعة، حيث يُنظر إلى الآخر باعتباره تهديداً.

وبرأ حفيز الاسلام من التهم الملفقة له، قائلا "ليس المسلمين هم من خلق النقص الطبي في أريافنا، أو تسببوا في اختفاء مكاتب البريد في قرانا، أو اختفاء النحل من مروجنا. وإنما، يضيف، "العديد منهم يهتمون بكبار السن، وينظفون شوارعنا، ويعتنون بأطفالنا، ويعالجوننا في المستشفيات العامة، ويخدمون في الشرطة، والجيش، ويساهمون في الأداء التكنولوجي لشركاتنا. ووجودهم لم يشوه الهوية الفرنسية فحسب، بل أغناها وحملها بفخر".

وبشأن الحلول المواتية، يرى المسؤول الأول في مسجد باريس، أنه "حان الوقت لكي يجدد قادتنا الحوار مع فرنسا التي تشعر بالخوف واقتراح حلول واضحة وشاملة ومطمئنة وإثبات أن الانفتاح والتنوع هما من نقاط القوة وليس التهديدات وأن الخوف ليس أمرا حتميا".

وحتى وإن كانت فرنسا خائفة من التنوع والانفتاح، في تصور الرجل، فهذا لا يبرر الذهاب الى التطرف والانغلاق، وإنما "يمكن استرضاؤها من خلال سياسة شجاعة وإنسانية، والاستماع إليها وفهمها"..

وأبدى حفيز استعدادا بالمساهمة في تخفيف حدة التجاذب بالقول "من جهتي، لن أتوقف أبداً، مع كل أولئك الذين يعتزون ببلدنا الجميل، مثلي، عن تنوير مواطنينا بشأن القضايا الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية". وفي ختام كلمته قال حفيز إن "فرنسا تبحث عن إجابات والأمر متروك لنا أن نقدمها بدقة ووضوح".

ودعا المتحدث جميع المواطنين الفرنسيين، وخاصة الشباب، وخاصة من هم في أحياء الطبقة العاملة: الى "ممارسة الحق في التصويت بقوة لعدم السماح بتشويه فرنسا".