بدر دحلان.. مروءة غزة وهمجية الاحتلال

38serv

+ -

بينما تطلق حركة حماس سراح أسرى الصهاينة في صحة جيدة ومبتسمين، سواء في إطار صفقة أو لدواعي إنسانية، يغادر الأسرى الغزاويين السجون الإسرائيلية مجانين أو جثثا وأشلاء، أو لايعودون أصلا.. وهي حالة بدر دحلان والطبيب أياد الرنتيسي والدكتور عدنان البرش وغيرهم..  في مفارقة توضح الفرق بين همجية وجبن الاحتلال ومروءة وإنسانية كتائب القسام.

فالشاب بدر، 29 سنة، اعتقله الاحتلال في رفح لمدة شهر، بعد أن ضل طريقه نتيجة لعدم تناوله الأدوية، ثم أطلق سراحه مصابا باضطراب عقلي حاد وفي حالة نفسية مشوهة ومتدهورة جدا، نتيجة الاهمال والتعذيب اللذين تعرض لهما.

بعيون جاحظة وشاخصة وذهن شارد، خرج بدر دحلان من الأسر بعد اعتقاله لمدة شهر في السجون الإسرائيلية، فلم يعد الشاب نفسه الذي كان، وسيما ومحافظا على قدراته العقلية، بل يركض في كل الاتجاهات وبلباس رث ويصرخ "أريد رؤية أهلي".

وظهر بدر في مقاطع فيديو وآثار التعذيب بادية على وجهه ويديه وباقي جسده النحيل، وهو لا يستطيع إكمال كلماته بسهولة، بل يتلعثم في الكلام، ويعاني من هلوسات بصرية وسمعية.

ومن فرط قساوة المشهد تحولت بسرعة قصة بدر دحلان وبالأخص نظرات عينيه الجاحظتين، إلى قصة صدمت البشرية وطافت كل ربوع العالم، لدرجة أنه تم ترميزها وجعلها أيقونة تعبر على المستوى الذي بلغته همجية الاحتلال الصهيوني وإفلاته من العقاب في جرائم الحرب التي صار يرتكبها بالجملة. 

 

على النقيض.. مروءة الرجال

 

بالمقابل، وقبل نحو أقل من شهر من مأساة بدر دحلان، ظهرت أسيرة إسرائيلية أطلق سراحها في مشهد احتفالي مع عائلتها.

وليست حالة هذه الأسيرة لوحدها ما تؤكد إنسانية ومروءة عناصر كتائب القسام، ورسمهم الحدود بين المدني والعسكري، وإنما الدفعة الأولى من الأسرى الذين أطرق سراحهم لدواعي إنسانية، غادروا بابتسامات وملامح تعكس أنهم عوملوا باحترام وبإنسانية تحت الأرض. 

ويتواجد الأسرى الذين أطلقت سراحهم كتائب عز الدين القسام، في وضع عادي جدا وماسكين بأيدي المجاهدين وربما أحسن مما كانوا عليه مثلما أشارت بعض التقارير، بالرغم من أن ظروف الاحتجاز بسيطة وقاسية ولا تتوفر على كل الامكانيات.

وأثارت هذه المفارقة في التعامل مع الأسرى، حالة من الغضب في وسائط التواصل الاجتماعي، وبلغت حد مطالبة فصائل المقاومة بالمعاملة بالمثل مع الأسرى لديها، وقارنوا بين الحالة الزاهية الأنيقة التي بدا عليها الأسرى الإسرائيليون ساعة الإفراج عنهم وبين حالة الأسرى الفلسطينيين عندما تفرج عنهم إسرائيل وكأنهم أشباح موتى

وعن الناحية النفسية التي ظهر فيها الأسير فقد فسر بعض أطباء علم النفس عبر حساباتهم على منصات التواصل حالة دحلان بقولهم إن التعذيب والترهيب الذين يتعرض لهما الأسرى ينتج عنهما صدمات لا يمكن للحواس التعامل معها، كما بدا على بدر دحلان، وأضافوا أن العالم لا يتكلم إلا عن سلامة أسرى الاحتلال ورجوعهم بشروط نتنياهو.