الخيار الوحيد أمام الجالية الجزائرية في تشريعيات فرنسا

38serv

+ -

تختلف الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة المبرمجة بعد 8 أيام، جذريا عن سابقاتها بالنسبة للجالية الجزائرية خاصة، ولكل الجاليات عموما، بالنظر إلى الحظوظ العالية لليمين المتطرف في الاستحواذ على الأغلبية في الجمعية البرلمانية ومنه على الحكومة، سواء بمفرده أو متحالفا مع الجمهوريين.

ومن زاوية تحليلية، يجزم الباحث في العلاقات الدولية بجامعة باريس، الدكتور قدور شيشي، أن هذا الاستحقاق مصيري بالنسبة للجزائريين المقيمين في فرنسا ومزدوجي الجنسية، قياسا بالتوازنات السياسية الطارئة، مشخصا مواطن ضعف الجالية على الصعيد الانتخابي والسياسي في فرنسا والخيارات المتاحة لهم.

ويجزم المحلل أن للجالية الجزائرية القدرة على وضع حاجز أمام اليمين المتطرف، وإفراز برلمان معتدل، انطلاقا من كتلتهم الناخبة، التي تنبثق من حوالي 7 ملايين نسمة.

غير أن هذه القوة الانتخابية والسياسية، تظل كامنة وفي أقصى تجلياتها تظهر مشتتة برأي الأكاديمي، ولم يسبق لها أن برزت برمتها في اتجاه واحد في الفضاءات والمواعيد السياسية الهامة.

وذلك بفعل، يتابع شيشي، عقلية العزوف وذهنية المواطن البسيط، التي تسيطر على غالبية أفراد الجالية المغاربية عموما، وتتجلى في مثلث "عمل، منزل، أولاد"، وجعلتهم لا يشاركون سوى بالنزر القليل جدا في العمل السياسي، باستثناء الانتخابات البلدية حيث تكون المصالح مباشرة وشخصية.

فالعزوف لدى شباب الضواحي والنواحي للجاليات في التشريعيات السابقة، يضيف المتحدث، تجاوز 35 بالمائة، وفي حالة تخلص الجاليات من هذه الذهنية وأقبلوا بقوة يوم 30 جوان الجاري، فبإمكانهم، في تصور المتحدث، أن يؤثروا عميقا في تشكيلة وتركيبة الجمعية الوطنية.

بل كان بإمكان هؤلاء التأثير حتى في انتخابات البرلمان الأوروبي التي اكتسحها اليمين المتطرف، لكن للأسف مرت كأنها لا تعنيهم أساسا، يضيف الدكتور.

 

توقعات بالالتفاف حول ميلونشون

 

وبالتالي، فإن فرص التأثير وإمكانية صد تمدد اليمين المتطرف لا تزال قائمة، وتتمثل في طبيعة السلوك الانتخابي لدى الجالية واتجاهاته، يتابع المتحدث، شريطة "وضعها في وعاء تيار بعينه وعدم تشتيتها على عدة تيارات ، أين تكون أصوات الجالية موزعة بين اليسار واليمين المعتدل والخضر، يوضح المتحدث.

غير أنه في هذه المرة، يتوقع المتحدث، بعد حدوث الإبادة الجماعية في غزة بفلسطين وتسجيل تجاوزات خطيرة وسب وشتم للجزائر وللجزائريين والأجانب في البلاطوهات التلفزية في فرنسا، وتراجع حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، تجند وتوحد الصفوف نحو جون لوك ميلونشون زعيم حزب فرنسا الأبية، الذي يحمل خطابا مدافعا على الجاليات والتنوع في المجتمع الفرنسي.