الفايسبوك يعرفك أكثر من عائلتك وأصدقائك

يقضي رواد مواقع التواصل الإجتماعي الساعات “متسمرين” أمام صفحات هذه المواقع للتواصل مع أصدقاء في أقاصي الأرض والتفاعل مع صورهم وتعليقاتهم،  دون أن يدري هؤلاء أن “الكبسة” على زر الإعجاب “لايك” على الفايسبوك، تحلل شخصيته أفضل بكثير من أفراد عائلته وأصدقائه المقربين.يميل الأفراد في حياتهم الواقعية إلى إظهار صفات بعيدة عن حقيقتهم ومحاولة الاقتراب من المثالية، وإخفاء ميولهم حتى عن أفراد عائلاتهم والأشخاص المقربين منهم، لكن على صفحات الفايسبوك يكشف هؤلاء دون أن يدرون، عن ميولهم وحقيقة شخصيتهم عندما يعبّرون عن ما يعجبهم أو العكس.وهذا ما توصلت إليهم دراسة لباحثين في جامعة كامبريدج البريطانية، اعتمدوا في دراستهم على تحليل تفاعلات عشر صفات على الفايسبوك وفقًا لما يعرف “بالخمس صفات النفسية الكبرى” وهي الانفتاح والضمير والسعادة والوفاق والعصبية، يمكنها التنبؤ بدقة نوع الشخصية، حيث قام الباحثون بالدخول على صفحات المشاركين في الدراسة الشخصية لتحليل محتواها وما أعجبوا به على الشبكة الاجتماعية بعد استئذانهم.ووجدت الدراسة أن هناك برامج خاصة تتنبأ بدقة عالية بالحالة النفسية للفرد ومدى عصبيته واهتماماته أكثر من الأصدقاء والعائلة، مما أتاح للباحثين في الجامعة ابتكار اختبار على الإنترنت يسمح للمستخدمين بمعرفة ماذا تقول صفحاتهم الشخصية على الفايسبوك عنهم، ووجد الفريق أن البرامج الخاصة بهم كانت قادرة على التنبؤ بشخصية أحد المشاركين في الدراسة بدقة أفضل من زميله في العمل، من خلال تحليل عشر إعجابات فقط قام بها. كما اكتشف الباحثون، أن سبعين إعجابا سمح لهم في الحصول على صورة أكثر صدقًا عن شخصية شخص ما أفضل من أصدقائه المقربين، في حين تفوق تحليل 150 إعجاب على ما ذكره الوالدين وإخوة هؤلاء عن شخصيتهم، أما 300 إعجاب يمكنها أن تعطي صورة أفضل من الزوج أو الزوجة. ووفقا للباحثين، يمكن اعتبار الفايسبوك نوعا من البصمات الرقمية نظرًا لتنوع الموضوعات التي يستخدمها رواده للتعبير عن علاقاتهم وأفكارهم كالموسيقى والكتب والأكل وغيرها، كما يمكن للاختبار معرفة عمره وحالته الاجتماعية ومدى رضاه عن حياته والمعتقدات السياسية والدينية ومستوى تعليمه.