الاحتلال يعترف بفشله ونتنياهو يعد أيامه الأخيرة

38serv

+ -

باتت أيام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو معدودة، مع تصاعد الخلاف بينه وبين القيادة العسكرية بسبب عدم التوافق في كيفية تسيير حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة والفشل في بلوغ الأهداف المعلنة لهذه الحرب. إذ وبعد حل مجلس الحرب قبل أيام واستقالة كل من العضوين البارزين بيني غانتس وغادي آيزنكورت، ها هو المتحدث باسم جيش الاحتلال يعلن أن هدف نتنياهو المتمثل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة غير قابل للتحقيق، بينما سارع نتنياهو لمواصلة تحديه للمستوى العسكري، مجددا تمسكه بمواصلة الحرب حتى "القضاء" على حماس.

ونقل الإعلام العبري، أول أمس، عن المتحدث باسم الجيش الصهيوني دانيال هاغاري قوله: "فكرة أننا نستطيع تدمير حماس أو جعلها تختفي فكرة مضللة للجمهور"، مضيفا "ما يمكننا فعله هو تنمية شيء مختلف؛ شيء يحل محل حماس"، مشيرا إلى أن "السياسيين" عليهم أن يقرروا من يجب أن يحل مكان حماس. وأضاف: "حماس فكرة، ولا يمكننا القضاء على فكرة... وهدف "سنجعل حماس تختفي" هو بمثابة ذر للرماد في أعين الجمهور، وإذا لم نجد بديلا منها فحماس ستبقى".

ووصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذه التصريحات بأنها "توبيخ مباشر نادر" لهدف نتانياهو الذي يشدد على تحقيق ما يسميه "الانتصار الكامل" من خلال ثنائية: "القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى"، مشيرة إلى أن "الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكتوبر العام الماضي لم تنجح في إطاحة حركة حماس، بل تسببت بدمار واسع النطاق".

من جانبه يكرر نتنياهو في تصريحاته أنه "لن يقبل إنهاء الحرب من دون القضاء على حماس كقوة تدير القطاع"، حيث رد مكتبه بأن المجلس الوزاري المصغر برئاسة نتنياهو حدد تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس كأحد أهداف الحرب والجيش الصهيوني "ملتزم بذلك".

وحسب الصحيفة الأمريكية فإن هذه التصريحات المتبادلة تعكس التوترات بين نتنياهو والقيادة العسكرية وعدم توافق في أهداف الحرب، مع بروز قناعة أن حماس لا يمكن هزيمتها، وحتى فكرة استبدالها بسلطة حاكمة أخرى في غزة غير قابلة للتحقيق على الواقع قياسا بشعبية الحركة وسط سكان القطاع والضفة على حد سواء.

وحسب الصحيفة، يتساءل محللون عسكريون ومسؤولون صهاينة سابقون عما إذا كان تشكيل حكومة جديدة في غزة أمرا ممكنا على الإطلاق، خاصة أن حماس تمكنت من النجاة من الهجوم العسكري الإسرائيلي.

وقال يسرائيل زيف، وهو جنرال صهيوني متقاعد، للصحيفة: "التوترات بين الجيش والمؤسسة الأمنية ونتنياهو بلغت مستوى قياسيا.. فالجيش والقيادة الأمنية يشعران باستنفاد الغرض من الحرب، حيث وصلنا إلى أقصى ذروة تكتيكية يمكن تحقيقها.. نحن نقترب من الانتهاء من المهمة التي حددتها الحكومة وسنصل إلى نقطة نخوض فيها حرب عصابات، وقد يستغرق ذلك سنوات".

من جهتها، أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أمس، أن حماس أصبحت أقوى مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر الماضي (معركة طوفان الأقصى)، كما أصبحت القضية الفلسطينية "أكثر شعبية وجاذبية".

وقالت المجلة في تقرير لها إنه بعد تسعة أشهر من العمليات القتالية الصهيونية في قطاع غزّة "لم تُهزم حماس وليست قريبة من ذلك أيضا"، مضيفة أن الكيان هاجم قطاع غزة بنحو 40 ألف جندي وهجّر 80 بالمائة من السكان قسرا وقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني وأسقط ما لا يقل عن 70 ألف طن من القنابل على القطاع وألحق أضرارا بأكثر من نصف مبانيه وقيّد وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، ما ترك السكان بالكامل على حافة المجاعة.

ووفق المجلة، فإن ما ألحق ضررا كبيرا بالكيان أنه "فشل في إدراك أن المذبحة والدمار اللذين فرضهما على غزة لم يؤديا إلا إلى زيادة قوة المقاومة".

وأوضحت الصحيفة أن القصف الصهيوني والغزو البري لقطاع غزة لم يؤديا إلا إلى تعزيز الدعم الشعبي الفلسطيني للمقاومة، ولاسيما في الضفة الغربية بشكل خاص، الأمر الذي يشير إلى أن حماس حققت مكاسب واسعة النطاق في مختلف أنحاء المجتمع الفلسطيني.

وفي خضم كل هذه المعطيات، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أمس أن 42 بالمائة من الصهاينة يفضلون زعيم حزب الوحدة الوطنية المعارض بيني غانتس لرئاسة الحكومة لو جرت الانتخابات اليوم، مقابل 35 بالمائة يفضلون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما قال 23 بالمائة إنهم لا يملكون رأيا محددا.

وأشار الاستطلاع إلى أنه لو جرت انتخابات اليوم فسيحصل "الوحدة الوطنية" بزعامة غانتس على 23 (مقارنة بـ12 الآن) من مقاعد الكنيست الـ120، بينما يحصل الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، على 22 مقعدا (مقارنة بـ32 الآن).

ويحصل حزب "هناك مستقبل" برئاسة زعيم المعارضة يائير لبيد على 16 مقعدا، فيما يحصل حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض برئاسة أفيغدور ليبرمان على 14 مقعدا.

وأشارت النتائج إلى أنه لو جرت انتخابات اليوم فإن الكتلة المناهضة لنتنياهو ستحصل على 62 مقعدا من مقاعد الكنيست (البرلمان)، مقابل 48 للمعسكر المؤيد له، فيما يحصل النواب العرب على 10 مقاعد. وتضغط المعارضة، مدعومة بكتلة جماهيرية معتبرة، لتنظيم انتخابات جديدة تفرز حكومة جديدة تقوم بإنجاز صفقة تبادل للأسرى مع حماس وإنهاء حرب الإبادة على غزة، بينما يرفض نتنياهو الانصياع لهذه الضغوط، إذ أكد أمس "سيتعين علينا نزع السلاح في غزة بشكل مستدام، وهو أمر لا يمكن أن تقوم به أي جهة سوى إسرائيل"، في إشارة إلى مواصلة الحرب.

 

كلمات دلالية: