38serv
أظهر رئيس "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، جوردان بارديلا، في حال فوزه في الانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة نهاية جوان الحالي، عزما على إلغاء "الحق في الأرض"، الذي ينص على أن ولادة أجنبي على الأراضي الفرنسية، يمنح له، على المدى القصير أو المتوسط الحق، في الحصول على الجنسية الفرنسية.
ويطرح قطاع من وسائل الإعلام موضوع "الحق في الأرض"، للنقاش حاليا، باعتباره طعما يقدمه بارديلا ومرشحو حزبه، للناخب الفرنسي بحثا عن صوته، بعد أن تخلوا عن عدة أفكار ومقترحات، منها ما تعلق بمنع الحجاب في الفضاء العام، لتنافيها مع دستور البلاد.
وتتمثل خطة بارديلا بخصوص هذه القضية، حسبما شرحها لدى استضافته في وسائل إعلام، في وضع قيود على "الحق في الأرض"، وذلك بإلغاء الحصول التلقائي على الجنسية عند بلوغ سن 18 عاما، للأطفال المولودين على الأراضي الفرنسية. وهذا الإجراء يمكن إتباعه من الناحية القانونية، حسب خبراء فرنسيين في التشريع، إذ لا يوجد حسبهم ما يمنع البرلمان من الموافقة عليه. ولكن إذا تم إلغاء "حق الأرض" بشكل كامل وجعل الحصول على الجنسية خاضعا لتقدير الإدارة، فقد يرى المجلس الدستوري أن ذلك ينتهك "التقليد الجمهوري الفرنسي"، وبالتالي قد يتطلب تعديلا للدستور، وحينها تصبح العملية أكثر تعقيدا بالنسبة لبارديلا المرشح لقيادة الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات.
وخلال مقابلة أجراها في 14 جوان الحالي، مع قناة "بي أف ني في"، المعروفة بخطها المعادي للمهاجرين، صرح بارديلا أنه سيبادر "في الأسابيع الأولى"، بعد فوزه المحتمل في الانتخابات التشريعية ، بتقديم مشروع قانون إلى البرلمان من أجل "إلغاء حق الأرض".
والمعروف أن اليمين الشعبوي الفرنسي، دأب على توظيف عدة أوراق خاصة بالهجرة في الحملات الانتخابية، لإقناع الناخبين بأن سبب كل مشاكلهم هم المهاجرون، على رأسهم الجزائريون المتواجدون بأعداد كبيرة في فرنسا. ومن بين أقوى هذه الأوراق "الحق في الأرض".
وهناك نوعان رئيسيان من هذا الحق في فرنسا:
"حق الأرض البسيط"، ويعني أن الشخص الذي ولد على الأراضي الفرنسية وأقام فيها لمدة 5 سنوات، على الأقل، قبل بلوغ سن 13 عاما، يمكنه تقديم إقرار مسبق للحصول على الجنسية الفرنسية. وبالتالي، فإن أطفال الأجانب المولودين في فرنسا والذين يتلقون تعليمهم هناك، يمكنهم الحصول على الجنسية الفرنسية بمجرد بلوغهم سن 13 عاما، أو في أقصى الحالات عند بلوغهم سن الرشد.
والنوع الثاني "حق الأرض المزدوج"، ويخص الشخص الذي ولد على الأراضي الفرنسية، من والد أو والدة ولدا هما أيضا على الأراضي الفرنسية. ففي هذه الحالة يصبح فرنسيا منذ الولادة، دون الحاجة إلى أي إجراءات خاصة.
وتفيد بيانات لـ "المعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية"، خاصة بعام 2021، بأن 79 ألف شخص ولدوا في فرنسا لأبوين أجنبيين في العام ذاته، أي بنسبة 10.5% من إجمالي الولادات في نفس العام، الذي شهد أيضا حصول 33 ألف شخص على الجنسية الفرنسية عن طريق التصريح المبكر (عند الطلب، قبل سن 18 عاما). كما حصل أكثر من 2300 شخص عليها دون إجراءات شكلية عند بلوغ سن الرشد، حسب ذات البيانات.