تشهد الجزائر، واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز في إفريقيا، مرحلة جديدة من النشاط الاقتصادي في قطاع المحروقات؛ مع عودة أكبر الشركات البترولية الأمريكية مثل إكسون موبيل وشيفرون. تأتي هذه العودة اللافتة في إطار جهود الجزائر لتعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة وزيادة إنتاجها من النفط والغاز، كما تعكس عودة هذه الشركات أهمية الجزائر كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي وتسلط الضوء على مزايا التعاون مع كبريات الشركات البترولية الأمريكية.
بتاريخ 23 ماي 2024، وصف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، اتفاقية المبادئ الموقعة بين سوناطراك والشركة الأمريكية العالمية للنفط والغاز "إكسون موبيل"، بـ "التاريخية"؛ إذ ستسمح بتطوير تعاون مفيد للطرفين على امتداد سلسلة القيمة في صناعة المحروقات في الجزائر.
وتمثلت الاتفاقية التاريخية الموقعة مع الشريك الأمريكي إكسون موبيل المصنف رقم واحد عالميا؛ في تطوير تعاون مفيد للطرفين على امتداد سلسلة القيمة في صناعة المحروقات في الجزائر، لاسيما في مجال الاستكشاف والإنتاج، وهو ما سيسمح للجانبين بإجراء خطوة كبيرة على صعيد النهوض بالموارد الطاقوية وتثمينها، وتمكين الجزائر من الانتقال إلى طور جديد من الاستدامة، كما تمكن الطرفين من دراسة سبل استغلال القدرات الكامنة والإمكانات الهائلة من الموارد الطاقوية في الجزائر.
وتطمح سوناطراك، من خلال هذا الاتفاق، بأن تسمح هذه "الشراكة الرابحة مع إكسون موبيل بتحصيل الخبرة الرائدة للشركة الأمريكية في مجال النفط والغاز والاستفادة من تجربتها الثرية وقدراتها التكنولوجية". كما عكست الاتفاقية الاهتمام الذي أبدته إكسون موبيل بالاستثمار وحضورها الفعلي في الجزائر، بحيث أن قدوم شركة أمريكية بحجم إكسون موبيل للجزائر للتوقيع على اتفاقية، يدل على استشرافها للقدرات الكامنة الكبيرة التي يحوزها القطاع المنجمي بالجزائر، ويعكس أيضا الثقة التي تحظى بها سوناطراك بوصفها شريكا موثوقا به وقادرا على تطوير شراكة مفيدة ومثمرة، حسب الرؤية التي أبرزها حشيشي، علما أن اتفاقية المبادئ التي وقعتها سوناطراك وإكسون موبيل، ستسمح للشركاء بدراسة الفرص المتاحة بهدف تطوير الموارد من المحروقات في كل حوض أهنات وحوض قورارة، مع "التركيز على التميز العملياتي، والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة، وعلى أفضل الممارسات في مجال الاستدامة".
بالمقابل، قامت كل من سوناطراك وشركة شيفرون أف إي آي إنترناشيونال ليميتد، في منتصف جوان الجاري، بالتوقيع على مذكرة تفاهم. وتشكّل هذه المذكرة منصة لإجراء مناقشات حول فرص تطوير الموارد من المحروقات في المناطق ذات الاهتمام التي تم تحديدها في حوضي أهنات وبركين. وسيتم، في هذا الإطار، التركيز على الكفاءة العملياتية، والتقنيات والتكنولوجيات الرائدة، وكذا أفضل الممارسات في مجال المحافظة على البيئة والاستدامة.
وقد تم استحسان بعث التعاون الجديد بين سوناطراك وشيفرون، وهي إحدى الشركات الرائدة عالميًا في صناعة النفط والغاز، حيث سيمكن هذا التوقيع من التطلع نحو آفاق واعدة في مجال تطوير القطاع المنجمي الوطني، ومن تجسيد الطموح المشترك في استغلال موارد الجزائر من المحروقات بشكل مسؤول ومستدام.
ويبرز إعلان كل من إكسون موبيل وشيفرون عن خطط لزيادة استثماراتهما في الجزائر، تجدد الاهتمام بالسوق الجزائري بعد فترة من الانقطاع، تعود هذه الشركات العملاقة بخطط طموحة للتنقيب عن النفط والغاز وتطوير البنية التحتية المتعلقة بإنتاج المحروقات في البلاد. وتشمل هذه الخطط استثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع التنقيب والإنتاج، مما يعزز من قدرة الجزائر على تلبية الطلب المحلي والعالمي على النفط والغاز.