"عملية الهدهد سبق صحفي كبير قام به حزب الله"

+ -

أكد المحلل العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد ناجي ملاعب، بأن حزب الله في حالة دفاع عن النفس، وما يقوم به كان في إطار الشرعية وتوسيعه لرقعة الهجمات كان ردا على توسيع الاحتلال الصهيوني لرقعة عملياته العسكرية داخل لبنان. مشيرا إلى أن عملية الهدهد التي نفّذها الحزب داخل الكيان مهمة جدا، وبالتالي أصبح يمتلك بنك معلومات عن كل أمور إسرائيل المدنية والعسكرية، واعتبر أن الكيان لا يستطيع أن يسيّر حربين في غزة وفي لبنان لعدة اعتبارات، أنه لا يملك الأسلحة والذخائر الكافية، في حين أن حزب الله لا زال يملك قوة نارية لم يستهلك منها إلا عشرين بالمائة، كما أنه لا زال عالقا بذهنه الخسائر التي تكبّدها في حرب 2006 في واد الحجيرة.

ورجع المحلل العسكري والاستراتيجي، اللبناني العميد ناجي ملاعب، خلال اتصال مع "الخبر"، إلى بداية العمليات العسكرية التي أطلقها حزب الله بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها حركة حماس يوم السابع أكتوبر الماضي، حيث أوضح أن "حزب الله لم يعتد على أحد ولم يفتح النار على أحد، هو جزء من محور المقاومة، شأنه شأن كتائب القسام والجهاد الإسلامي وسرايا القدس، الذي وضع نصب عينيه التصدي للعدو الإسرائيلي، وصولا إلى الردع ووصولا إلى مرحلة الموازنة معه حتى يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني أو هزيمته لتأمين تلك الحقوق".

عمليا حزب الله حسب العميد ناجي ملاعب "فتح نيرانه يوم ثمانية أكتوبر وليس سبعة أكتوبر، أي بعد عملية المقاومة، وتعامل على مدى الشهور الثمانية بأقل الإمكانيات الممكنة، فقط لمساندة غزة، وبالتالي حقّق أهدافه، وهي أهداف ضخمة أولا باستدراج فرقتين من الجيش الإسرائيلي إلى الشمال، وكذلك جزء كبير من القبة الحديدية، وكذلك استطاع تدمير المراصد وأجهزة الاستخبار في المنطقة وحتى ردارات القبة الحديدية"، كذلك استطاع "أن ينوّع أعماله، حيث أصبحت لديه خبرة بالعمليات المعقّدة التي تحاول المزج بين المسيرات والصورايخ".

وفي هذا السياق، أوضح المتحدث، أن حزب الله استطاع "اكتشاف نقاط الضعف لدى العدو الإسرائيلي واستطاع التعامل معها، ولا زال يمتلك أسلحته الصاروخية اللازمة والاستراتيجية، حتى إذا ما حاول العدو الإسرائيلي أن يقوم باعتداء يكون جاهزا للرد"، مبرزا أن "هذه المرة الرد سيكون أكثر من المدى المفتوح، وقد أثبت فيديو "الهدهد" واحد، أن لديه الهدهد اثنين والهدهد ثلاثة".

وبخصوص عملية الهدهد، قال الخبير العسكري اللبناني، بأن العملية وفّرت لحزب الله "بنك معلومات كاف عن كافة الأمور في إسرائيل، المناصب المدنية والعسكرية والبحرية والطيران، وكل ما يمكن أن يصاب حتى المراكز الاقتصادية والطاقة".

وعن أهمية العملية وما كشفته من مقدّرات عسكرية لحزب الله، فقد أوضح المتحدث، أن "الفيديو صوّرته طائرة بدون طيار من الصعب اكتشافها، لأن بصمتها الصوتية خفية، وبصمتها الحرارية من الصعب رصدها، حتى الرادار لا يكتشفها، وإذا كانت تسير على مستويات منخفضة لا تكتشفها الرادارات والقبة الحديدية". وأشار في هذا السياق، بأن "هذه ليست أول مرة يصل فيها إلى هذا المكان، الصيف الماضي وصل إلى مفاعل ديمونة، إذ دخلت إحدى مسيراته مائتي كيلومترا بالأراضي المحتلة ووصلت إلى النقب وعادت بنفس الطريقة".

ويقول العميد ناجي ملاعب، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ربما يكون "قد استخفّ بهذه المسيرة وما يمكن أن تفعله، لكن الفعل المعنوي الذي أدّاه هو فعل هام جدا، وهو أننا نعرف أين أماكنكم ونستطيع الوصول إليكم، في الوقت الذي كانت إسرائيل تستخدم هذا السلاح وتعرف أماكن قادة حزب الله ومسلّحيه، وبالتالي هذا سبق صحفي هام جدا قام به حزب الله ويسجّل له".

وفي رده على سؤال بخصوص عدم توسيع الاحتلال عملياته في جنوب لبنان، أوضح المتحدث "أن توسيع الاحتلال عملياته، يعني توسيع حزب الله لعملياته، وهو ما يربك الاحتلال، هل إذا ما كان هناك إنذار بحيفا حتى ولو كان إنذارا خاطئا ينزل للملاجئ مائتين ألف شخص، يعني هل يستطيع تحمّل إنذارات كاذبة مثلا؟، وهل يستطيع تهجير مائتي ألف شخص جديد؟"، وأوضح في هذا السياق بأن "المنطقة الشمالية هي مركز اقتصادي للكيان، قد جرى تعطيلها كلية حاليا واقتصاده مدمّر والسياحة به مدمّرة وخسائر عسكرية كبيرة يجري التعتيم عليها، وكل ما فعله حزب الله واستطاع تصويره يثبت أن هناك ضحايا وقتلى وجرحى أكثر بكثير مما يعلنه الاحتلال الإسرائيلي".

وفي رده على سؤال بخصوص قدرة الاحتلال إدارة حربين بوقت واحد، أوضح المحلل العسكري اللبناني، أن ما يجري "ليست حرب تقليدية وليست جبهات ولا تمركز دفاعي، بل هي نوع جديد من القتال". وتحدّث هنا عن الدور الإيراني في تسليح فصائل المقاومة، قائلا "استطاعت إيران بعدما تمكنت من تطوير قدراتها بالمسيرات والصواريخ البعيدة المدى والصواريخ الذكّية والفرط صوتية، وهي صادقة مع محورها وأعطته كل التقنيات الموجودة لديها، سواء للعراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان، وهنا الموضوع لا يتعلق بجبهة أو جبهتين".

في المقال قال إن "العدو الصهيوني اليوم يمتلك التفوّق الجوي، وكما استطاع أن يفعل بغزة، يمكن أن يفعل نفس الفعل في لبنان تدميريا، لكن اجتياز الحدود دونه صعب، وإذا عدنا إلى هجوم 2006 في يوم واحد بوادي الحجير عندما اجتاز العدو الحدود، أعطبت له 72 ميركافا 3 في يوم واحد".

مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي يعرف أن حزب الله لديه "الكورنت" المحدث ولديه المضاد للسفن "ليخون" ولديه الدفاع الجوي على المستويين القريب والمتوسط.

وبالتالي ما يردع العدو الإسرائيلي عن شن هذه الحرب، حسب المتحدث، هو أن "ذخيرة حزب الله وأسلحته ما زالت موجودة لم يستهلك منها سوى عشرين بالمائة. ثانيا اليوم لما استهلكت إسرائيل هذه القوة النارية بشكل لا مسؤول، استنفذت الكثير من طاقاتها، وبالتالي إذا أرادت أن تدخل في هذه الحرب هي بحاجة إلى دعم أمريكي وغربي، وبالتالي أصبحت أوكروانيا في أوروبا، وهي إذا لم تحصل على هذا الدعم لا يمكن أن تشن هذه الحرب... ولذلك يذهب وفد إسرائيلي كبير لأمريكا للحصول على الدعم، لكن أمريكا حاليا قيد انتقال للسلطة خلال أربعة أشهر، وبالتالي لن تسلّم السلطة الجديدة حربا فتحتها حتى ولو كانت السلطة الجديدة هي نفس الحزب الحاكم حاليا".

 

كلمات دلالية: