38serv
تجدد ظهور تجار المناسبات وقنص وامتصاص جيوب المواطن البسيط بالبليدة، في هذه الأيام المباركة القدسية من ذي الحجة، التي تسبق احتفالية عيد الأضحى المبارك، بفرض منطق أسعار خيالية في أسواق الخضروات وحتى الفاكهة جملة أو تجزئة، حتى بات يطلق على بعض من هذا النوع من التجار الانتهازيين، خصوصا بين المهتمين بشأن الأسواق، ورواد المواقع الافتراضية، والصفحات الإلكترونية بـ "مصاصي الدماء"، خاصة وأن الموسم هو ميقات الوفرة في المنتوج، والعرض الذي فاق الطلب.
يبدو أن المنطق الاستغلالي والربح بأي طريقة على حساب قدرة المواطن المادية، بل وحتى على حساب أيام الرحمة وبذل المعروف والخير والإنفاق والصدقات التي تسبق عمود الحج، الوقوف بعرفة الركن الفريضة، بات عادة تجذرت لدى بعض التجار، لدرجة أنها تعممت بشكل ملفت وغير معقول والدليل أن الأيام الأخيرة التي تسبق الاحتفال بعيد المسلمين، عيد الأضحى، أو كما نسميه "العيد الكبير" تسقفت أسعار الخضروات بدرجة في السماء، أين تم تسجيل سعر اللفت مثلا بين 400 و450 دينار، بعد أن كان لا يزيد من أسبوع فقط عن سعر 120 دينار في التجزئة، أما سعر الكوسة أو الغورجيت أو الجريوات، كما يطلق عليها بعدة مناطق، فقفز من 45 دينار في سوق الجملة ببوقرة وبوفاريك، إلى 250 دينارا، وبالتجزئة تم عرضها بـ 280 دينارا، لتلحق بهم باقي الخضروات، مثل الطماطم والفلفل الحلو والجزر، وسيدة المائدة البطاطا، وحتى البصل رغم محصوله الوفير، ولكن بفارق نسبي تباين بين 10 و30 دينارا.
أما عن أسعار الفاكهة، فسجل سوقها انخفاضا في أثمان الموز والذي بلغ حدا أقل إلى النصف تقريبا بقليل، عن سعر اللفت، وساوى سعر الكوسة، أين تم عرضه بـ270 دينار للكيلوغرام الواحد، وسعر البطيخ ارتفع أيضا في نوعيات إلى 110 و120 دينارا، بعد أن كان يتراوح في سعر التجزئة بين 80 إلى 90 دينارا، أما باقي الفاكهة، مثل التفاح وحب الملوك والخوخ والإيجاص، أو ما بات يطلق عليها بفاكهة الملوك والأمراء، فأسعارها ظلت تتراوح بين 350 و1000 دينار و1200 دينار، والملاحظ بشكل أن سعر الفراولة ظلت في مقتدر الجميع ، أين تراوح ثمنها بين 100 و120 دينارا في التجزئة، وهو ما جعل بعضا من المعلقين المهتمين بأحوال السوق ، ينصح الناس بأن يقبلوا على الفراولة، عصيرا وطبخا وفاكهة .
اعترافات خطيرة من تجار ....
قال كريم تاجر تجزئة "محترف"، أن ما أدهشه أن المنتوج وفير والعرض أكبر ويفوق الطلب بأرقام، لكن جنون الأسعار هذا من بعض التجار في الجملة، لم يجدوا له "فتوى" مقنعة، بل وأضاف أنه لاحظ خلال تبضعه بأحد أسواق الجملة، أن بعض التجار يرمون بشكل شبه يومي ما لا يقل عن 20 قنطارا بين خضار وفاكهة، وأنه لما سأل لماذا لا يتم التصدق بها، أو تخفيض سعرها قبل أن تتلف، رد عليه أحدهم ممن يثق فيه، بأنها الطريقة والحيلة حتى يتم السيطرة على الأسعار، بل أن من يرمي بها في القمامة، ولا يحملها حتى لأطفاله.