تتعدد مظاهر التضامن مع مرشحي شهادة البكالوريا لهذه السنة، من خلال مبادرات تقوم بها المساجد والعائلات وأصحاب المحلات التجارية، حيث يوفرون للتلاميذ الأكل والماء، وقسطا من الراحة، وهي المبادرات التي لاقت استحسانا كبيرا من قبل الأولياء والمشرفين على قطاع التربية عبر كل المناطق.
عجّت مواقع التواصل الاجتماعي مع اليوم الأول من اجتياز شهادة البكالوريا بصور وفيديوهات تضامنية موجهة للتلاميذ الممتحنين في شهادة البكالوريا من كل الولايات الوطنية، حيث فتحت المساجد والمصليات للممتحنين، على غرار السنة الماضية قصد الاحتماء بها من حرارة الشمس، والاغتسال والصلاة والاستلقاء مع إمكانية النوم قليلا في قيلولة للاسترجاع قبل العودة إلى المؤسسات التربوية.
كما عرفت المؤسسات المسجدية الكثير من الصدقات والمساعدات من قبل المحسنين، والمتمثلة في المياه المعدنية وبعض الأطعمة.
العائلات هي الأخرى سارت على نفس الخطى، حيث استقبلت هي الأخرى كل راغب في أخذ وجبة الغذاء التي يتم طهيها في المنازل قصد تفادي أي تسمم يصاب به التلاميذ، وتكون عبارة عن وجبات تقليدية تحمل عنصر الطاقة الجسدية.
وقد بادرت سيدة من ولاية قسنطينة، وتحديدا بحي زواغي إلى نشر صور حملتها من أجل مساعدة التلاميذ في هذا الامتحان المصيري، على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ودعت الأولياء إلى وضع ثقتهم فيها، حيث قامت هذه السيدة التي وضعت إعلانا عبر كل الصفحات تدعو التلاميذ وأولياءهم إلى تناول الغذاء في منزلها.
وعرضت، ومنذ اليوم الأول، الوجبات ولائحة الأطعمة التي تعرضها للأكل والمتكونة من أطباق الجاري، شباح الصفراء والعديد من أنواع الطواجن التي تكون خفيفة على المعدة وقليلة الدسم، وتحمل مذاقا حسنا إلى جانب الكسرة وغيرها.
من جهة أخرى، قامت العديد من المحلات التجارية والمطاعم وحتى تلك المتعلقة ببيع الحلويات والمرطبات إلى تقديم وجبات مجانية محددة في علب خاصة، يتم توزيعها شخصيا عن طريق سيارات تتجول عبر المؤسسات التعليمية الخاصة بشهادة البكالوريا وفي التجمعات السكانية الأكثر كثافة.
فيما عمد بعض أصحاب المحلات إلى إخراج سلال موضوعة فيها قارورات المياه المعدنية وعلب العصير، إلى جانب الشوكولاطة والحلوى بعيدة عن الشمس مكتوب فيها "مخصصة لتلاميذ شهادة البكالوريا".
كما عرفت مؤسسة بوسط المدينة إقدام بائع للحلويات كل صباح على وضع قوالب من حلوى "الميلفاي" بالقرب من المؤسسة لتناولها قبل الاجتياز لرفع نسبة الطاقة في الجسم.
ولم تتوقف المبادرات عند الإطعام والأكل والنوم المجاني، بل تعدت إلى توفير النقل المجاني للمرشحين من مقر سكناهم وإلى غاية باب مؤسسة الامتحان، حيث وضع بعض أصحاب السيارات خاصة الفردية أرقام هواتفهم عبر كل الصفحات بغرض الاتصال بهم في حال مواجهة أي طارئ، يتسبب في تأخرهم عن الوصول في التوقيت المحدد خاصة للعائلات الفقيرة وذات الدخل الضعيف إلى جانب اليتامى مع تقديم الاستعداد لنقلهم طيلة ساعات الامتحان في الفترة الصباحية والمسائية.
هذا وقد اختارت الجمعيات الخيرية والإنسانية والمجتمع المدني المناطق النائية والمشاتي والقرى البعيدة من أجل تقديم مساعدات للتلاميذ من أكل وماء، وحتى ممرضين ونفسانيين متطوعين.