رحبت الجزائر وأثنت على الرقي بمستوى الشراكة بين إفريقيا وجمهورية كوريا إلى مستوى القمة تجسيداً لما يحذوهما من حرص على تدعيم هذه الشراكة الواعدة ومدِّها بكل مقومات النجاح.
وفي كلمة لوزير الخارجية، أحمد عطاف، خلال جلسة النقاش العام للقمة الإفريقية-الكورية، قال: إن "بلاده يتطلع لأن تشكل الشراكة الإفريقية-الكورية بمستواها الرفيع هذا لبنةً جديدة، لبنةٌ نريدها إضافةً نوعية في امتثالها واستجابتها للمحددات التالية، مؤكدا على ضرورة تجاوز النطاق المحدود للعلاقة التي تربط بين "المانحين" و"الممنوحين" حتى تتمكن دول قارتنا من المساهمة بشكل فعلي في صياغة معالم ومضمون وآليات هذه الشراكة.
كما يجب على ضرورة استجابة هذه الشراكة في أهم وأبرز مقام لأولويات إفريقيا الأمنية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية، وهي الأولويات التي تمت بلورتها والتوافق بشأنها تحت راية الاتحاد الإفريقي، ويضيف الوزير، ضرورة تبني نهج يجمع ولا يقصي، نهج يوحد ولا يفرق، ونهج ينبذ التمييز أو التفضيل بين أبناء القارة الواحدة، إفريقيا، وبين الدول الأعضاء في المنظمة القارية الموحدة، الاتحاد الإفريقي.
وأكد عطاف أن الجزائر تطمح لتحقيق انطلاقة جديدة للشراكة الإفريقية - الكورية، بما يفتح آفاقا واعدة للتعاون البيني في مختلف أبعاده السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية.
وبالحديث عن الشق السياسي لشراكتنا هذه، قال الوزير عطاف، إنه "لا يفوتني أن أشيد بمستوى التنسيق بين الكتلة الإفريقية في مجلس الأمن، أو ما يعرف بمجموعة الـ A3، وجمهورية كوريا، لاسيما فيما يخص المسائل والقضايا المرتبطة بالسلم والأمن والتنمية في القارة الإفريقية".
وأشاد الوزير، بدعم كوريا الجنوبية وتصويتها لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بمنظمتنا الأممية، وامتدادا لهذا الموقف المشرف، فإننا نتطلع لأن تُقْدِمَ جمهورية كوريا على خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والإسهام في تعزيز الزخم الدولي الذي صنعته الاعترافات التي بادرت بها مؤخراً أربع دول أوروبية وأربع دول من أمريكا اللاتينية".
أما فيما يخص الشق الاقتصادي للشراكة الإفريقية-الكورية، رحب أحمد عطاف، بالمبادرات وعروض التعاون التي تقدمت بها جمهورية كوريا لتقوية الشراكة مع إفريقيا في سبع ميادين رئيسية، وهي الميادين التي تتوافق تماماً مع أولويات الأجندة القارية للتنمية 2063. كما ثمن الوزير الخطوات العملية التي أعلنت عنها كوريا لتحفيز الاستثمارات الكورية في إفريقيا، وكذا الرفع من قيمة المساعدات الإنمائية الموجهة للدول الافريقية.
وختم عطاف، مؤكدا أنّ الجزائر التي تربطها شراكة استراتيجية ثنائية بجمهورية كوريا لن تَأْلُوَ جُهدا في سبيل الإسهام في تجسيد مختلف البرامج والأنشطة التي تُقرها قمتنا اليوم خدمة لأهداف السلم والأمن والتنمية في إفريقيا.