كشف الأمين العام للمركزية النقابية، اعمر تقجوت، اليوم، عن إعادة هيكلة شاملة للاتحاديات والفيدراليات الوطنية لـ"كسر" هيمنة الأمناء العامين على مصالح القطاعات التي يمثلونها، وسيتم بناءا على ذلك انتخاب نواب للأمين العام يمثلون جميع أسلاك القطاع الواحد ويتفاوضون مع المسؤولين بخصوص الملفات التي تهم منخرطي نفس السلك، على غرار القوانين الأساسية، وستكون البداية بقطاعات الصحة والنقل والتعليم العالي، في انتظار تعميم التجربة على كل القطاعات.
تأسف الأمين العام للاتحاد العام للعمال، اعمر تقجوت، لحال المنظمة النقابية العريقة، وقال بأنه بعد 9 أشهر من انتخابه على رأسها، لازالت "المصالح الضيقة والشخصية تسيطر على ذهنيات النقابيين وحتى القياديين، وإن كانوا يظهرون عكس ذلك".
وقال تقجوت بأن الاتحاد أصبح لا يملك مبررات وحجج الحوار الاجتماعي والدفاع عن مصالح العمال، ولهذا فقد أيضا احترام وثقة المسؤولين في كل القطاعات والادارات، بسبب "انحراف" مسؤوليه النقابيين ورفضهم سياسة التجديد والتغيير التي أصبحت واقعا محتما، وهو ما يعمل المتحدث على ترسيخه، مثلما قال، حيث شدد على أن النضال النقابي هو "التزام وانتماء قبل أن يكون قوة مطلبية انتهازية وضيقة".
وحسب الأمين العام للمركزية النقابية، الذي افتتح أشغال المؤتمر الثالث للاتحادية الوطنية لعمال الصحة، المنعقد بمقر المركزية النقابية، في دار الشعب، بحضور ممثل وزير الصحة، ومسؤولي القطاع، وأيضا أمناء وطنيين وأمناء عامين، فإن المؤتمر يجب أن يكون وقفة تقييم وعرض حصيلة القيادة السابقة ومناسبة لتبادل الأفكار والتفكير في المستقبل القريب والبعيد، "وهو ليس فرصة لتوزيع المناصب واقتناصها بين بعضنا البعض".
وبلهجة شديدة أكد تقجوت بأن الوقت حان لتغيير الذهنيات كي يفتك الاتحاد احترام الغير، خاصة المسؤولين في مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية وحتى الخاصة، في إطار الشراكة، وتحتم على كل واحد تقديم مبررات وحجج للدفاع عن وجهة نظره وعن مصلحة العمال بالنسبة للمركزية النقابية، حسبه.
غير أن ذات المتحدث، تأسف للصورة التي أصبحت تلازم الاتحاد وطبعته طيلة السنوات الماضية، "حيث أصبح كل المسؤولين على قناعة بأننا لا ندافع سوى عن مصالحنا الضيقة وعلى توزيع المناصب على حساب مصلحة العمال"، وقال تقجوت، في هذا الإطار بأنه "ساخط وغاضب ومنهك داخليا" وهو يصف المنظمة العريقة بهذا الأسلوب،"لكن لابد من الصراحة والمواجهة لتصحيح المسار واعادة الاتحاد الى السكة الصحيحة، التغيير حتمي وضروري ولا رجعة فيه، حب من حب وكره من كره".