38serv
كشف تحقيق نشرته يومية "غوارديان" البريطانية، 9 سنوات من التصرفات المافياوية للكيان الصهيوني ضد المحكمة الجنائية الدولية.
كل شيء بدأ فور قبول عضوية فلسطين في المحكمة الجنائية سنة 2015 فور قبولها كدولة من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا الحدث نظر إليه مسؤولو الكيان أنه يفتح أمامهم أبواب زنزانات لاهاي على مصرعيها.
حينها يضيف التحقيق، تقرر استنفار كل هيئات التجسس التابعة للكيان لفرض رقابة لصيقة لكل نشاطات مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، وليس هذا فقط بل أيضا إطلاق عمليات تهديد وطبعا تجسس.
وكانت البداية مع المدعية العامة السابقة في تلك الفترة الغامبية فاتو بن سودة، التي فور انضمام فلسطين فتحت ملف "الوضع في فلسطين".
أيام بعدها تلقت زيارة شخصين إلى بيتها، قالوا لها أنهما مبعوثين من طرف ألمانية تريد شكرها وسلما لها ظرفا به بعض الدولارات ورقم هاتف موّطن في "اسرائيل".
الرسالة كانت واضحة "نعلم أين مقر إقامتك"، الحادث دفعت السلطات الهولندية لتعزيز إجراءات الأمن حول السيدة بن سودة ونصب كاميرات حول بيتها.
وما كان هذا إلا بداية الجحيم بالنسبة للمدعية العامة فاتو بن سودة، فبعد أن قبلت المحكمة الجنائية الدولية إجراء لقاءات سرية مع مسؤولين من الكيان بين سنتي 2017 و2019 حاولت خلالها الضغط عليها للتخلي عن تحقيقاتها في الأراضي الفلسطينية، انطلقوا بعد تعليق هذه اللقاءات نهاية 2019 في عمليات تهديد مباشرة.
مدير الموساد وقتها، يوسي كوهين، شرع في تصرفات الأقل ما يمكن القول عنها أنها مافياوية، من خلال اقتحام اجتماعات كانت تحضرها فاتو بن سودة دون أن يكون من المدعوين.
أبرزها يوم كانت بن سودة تجري لقاء رسميا مع رئيس الكونغو الديمقراطية وقتها في غرفته بفندق في نيويورك. حاضرون روا لصحفيي "غوارديان" أنه دون سابق انذار، طلب من مساعدي المدعية العامة مغادرة الغرفة ليظهر مدير الموساد يوسي كوهين.
وواصل هذا الأخير ضغوطاته على بن سودة بمكالمتها هاتفيا بانتظام وذهب إلى حد تهديدها جسديا هي وأفراد عائلتها، بعد أن اقتنع أنها لن ترضخ لضغوطاته. الحملة ضد المحكمة الجنائية، لم تتوقف طيلة 9 سنوات كاملة، وزادت توهجا بعد قرار المدعي العام الجديد تقديم طلب لإصدار أمر بالقبض الدولي ضد النتنياهو ووزير دفاعه يوهاف غالانت.
فبعد تعيين كريم خان في منصب فاتو بن سودة، شهر جوان 2021، قالت التقارير الاستخباراتية الصهيونية، أنه أقل تعصبا من سليفته، ورأت أنه يمكن التعامل معه.
غير أن طوفان الأقصى غيّر كل شيء، فبعد الفظائع التي ارتكبها الكيان في غزة واصراره على اقتحام رفح رغم تواجد أزيد من مليون ونصف مليون لاجئ، قرر كريم خان السير على نهجر فاتو بن سودة، ما زاد أيضا من الضغوطات عليه ليس فقط من طرف الكيان بل أيضا من حلفائه وبلغ الأمر حد تهديده هو وأفراد عائلته.
فتقرر رفع إجراءات الأمن حول المدعي العام، كما تقرر أيضا إجراء عمليات مراقبة لمكتبه بصفة منتظمة، فضلا عن إنشاء مساحات "دون هاتف" على مستوى مصالحه لإجراء اجتماعات.
كريم خان قال في حوار مع قناة "سي أن أن" الأمريكية "وأنا بصدد التجهيز لإصدار طلب أمر بالقبض ضد نتيناهو وقادة حماس، اتصل بي مسؤول وقال لي بنبرة حادة هذه المحكمة أنشئت من أجل إفريقيا وصعاليك مثل بوتين".
من هذا يفهم تكالب الكيان وداعميه لأن المحكمة الجنائية الدولية أريد لها أن تكون الذراع القضائي للإمبريالية الغربية، غير أن شجاعة خان وقبله بن سودة، حافظت على مصداقيتها حتى الآن.