نظمت سفارة الجزائر في لبنان برعاية وزير الصناعة اللبنانية وبالشراكة مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية واتحاد الغرف اللبنانية ورابطة اللبنانيين خريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية، لقاء عمل موسع، كان موضوعه الرئيسي فرص الاستثمار في الجزائر في ضوء قانون الاستثمار الجديد. وتم خلال اللقاء تقديم عروض من قبل الوزارات والمؤسسات الجزائرية المعنية، عن الفرص الاستثمارية المجدية والواعدة في عدد من القطاعات الاقتصادية الأساسية، فضلاً عن الحوافز والتسهيلات التي توفرها الدولة الجزائرية للمستثمرين والأسواق التي يمكن التصدير اليها.
وفي كلمته، قال رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية، محمد شقير، الذي رحب بالحضور وشكر السفير الجزائري في لبنان على اهتمامه بهذا اللقاء، وأكد بأن "دولة الجزائر الشقيقة من أهم الدول الداعمة للبنان، واليوم الجزائر بلد مهم جدا بالنسبة لنا، وسيكون هناك زيارات متبادلة قريبا، وسنعمل سوياً على جميع المستويات من أجل أن ننهض ونستثمر ونصدر معا، لتحقيق أعلى تنسيق اقتصادي واجتماعي وسياسي، والجزائر تقف دائما إلى جانب لبنان وعملت على تحسين ودعم جميع القطاعات".
من جهته، قدم سفير الجزائر في لبنان، رشيد بلباقي، عرضا مفصلا عن المناخ الجديد للاستثمار بالجزائر، آملا أن تتوج أشغال اليوم الدراسي بنتائج في مستوى علاقات الأخوة والتضامن والتعاون القائمة بين البلدين"، تحتفظ ذاكرة الشعب الجزائري بصورة حيّة عن زخم تضامن الشعب اللبناني الشقيق مع ثورتنا الجزائرية وشعبها البطل، ومن جهتها وقفت الجزائر إلى جانب لبنان خلال الفترات الصعبة التي مر بها". وأردف سفير الجزائر ببيروت أن هذه التظاهرة الاقتصادية المنظمة تحت شعار: "نستثمر معا... ننتج معا... نصدر معا" تهدف إلى إضفاء ديناميكية جديدة، لبعث الشراكة بين الجزائر ولبنان وتعزيز التعاون الاقتصادي والرقي به إلى آفاق أرحب ودرجات أعلى، تتناسب والقدرات الاقتصادية الكامنة التي يزخر بها البلدان، مضيفا أن تنظيم هذه الفعاليات الاقتصادية رغم الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي يعرفها لبنان، يأتي لتأكيد الإرادة السياسية القوية لمرافقة لبنان الشقيق متطلعين لتجاوزه لأزمته واستثمار طاقاته الخلاقة للثروة، وتتميز المرحلة التي ننظم فيها هذا اليوم الإعلامي بمباشرة الجزائر العديد من الإصلاحات الاقتصادية، من خلال تحسين ترسانتها القانونية ذات الصلة بالنشاط الاقتصادي، وأبرزها ما تعلق بقانون الاستثمار ونصوصه التطبيقية والعقار الاقتصادي الذي يشمل المشاريع الصناعية الفلاحية السياحية والخدماتية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا، والضمانات والإعفاءات الجبائية وغير الجبائية، يتم عرضها وشرحها من قبل خبراء جزائريين حضروا المنتدى.
إلى ذلك، قال السفير بلباقي بأن الجزائر أصبحت وجهة استثمارية حقيقية، بفضل ما يوفره مناخ الاستثمار من تحفيزات ومزايا، منها التكلفة المنخفضة لعوامل الإنتاج وتوفر الموارد الطاقوية والمواد الأولية الضرورية ووجود اليد العاملة الكافية والموارد البشرية المؤهلة، بالإضافة إلى البنى التحتية يشعر فيها المستثمرون بالحماية، وتوفر كافة الظروف لنجاح رهانهم الاستثماري، مردفا "وهذا ما شهد به تقرير البنك الدولي الصادر مؤخرا، الذي تنبأ باستمرار وتيرة النمو الاقتصادي خلال السنوات القادمة، كما سجل ارتفاعا للناتج المحلي الإجمالي الخام بنسبة 4.1 بالمائة خلال 2023، كدليل على انتعاش النشاط الاقتصادي وتحسن شروط الاستثمار".
بدوره، أكد وزير الصناعة، جورج بوشكيان، أن "التعاون بين لبنان والجزائر مطلب الجميع، ومن أجل ذلك، نعمل على إنشاء علاقات صناعية بين الجزائر ولبنان، ونحن نعمل مع الصناعيين في لبنان من أجل فتح آفاق جديدة، وهناك يجب أن يكون تبادل صناعي تجاري، وحتى المعدات المطلوبة، ونحن في لبنان بلد الفرص".
وزير الزراعة، عباس الحاج حسن، رحب في كلمته بـ"الجزائر حكومة وشعبا"، وهي التي تحمل راية فلسطين "نحن في وزارة الزراعة نتطلع مع كل الإخوة في الجزائر لتطوير العمل في كل الميادين الزراعية والصناعية، ونحن مستعدون للمساهمة والمساعدة، وأهم الفرص اليوم أن نستثمر وننتج ونصدر معا، والسوق الجزائري مهمة ومميزة، وهناك تسهيلات وحوافز كبيرة داخل الجزائر والفرص كثيرة".
أما رئيس رابطة خريجي الجامعات والمعاهد الجزائرية، الدكتور أيسر حجازي، فشرح أهمية هذا اللقاء، مؤكدا أن "هناك عددا كبيرا من خريجي الجامعات الجزائرية، وهذا اليوم مميز لنا في لبنان من أجل الاستثمار والتواصل مع الشعبين اللبناني والجزائري، وأيضا من أجل دعم مواقف الدولتين".